دائمًا ما تردد في مصر عبارة "المسلمين والمسيحيين إيد واحدة"، إلا أن الأمر في محافظة الفيوم تعدى ذلك بكثير، إذ يشتري المسلمون "فوانيس إسلامية" صنعت بأيادٍ قبطية. يعمل بسنتي هاني وزوجته إيريني، ووالده ووالدته في صناعة الفوانيس الخشبية منذ عدة أعوام. البداية بدأت بافتتاحهم مركز "لوجيك" لصناعة البراويز الخشبية سواء للآيات القرآنية، أو المسيحية، ثم بدؤوا يعملون في صناعة "الفوانيس" منذ ما يقرب من 10 أعوام، حتى اشتهروا في محافظة الفيوم كلها بصناعة أجود الفوانيس وأجملها، وبدلًا من اتجاه التجار لشراء الفوانيس من القاهرة وتحملهم أعباء السفر، أقبلوا على "بسنتي" وزوجته لشراء فوانيسهما. ولا تقتصر هذه الأسرة القبطية على صناعة الفوانيس الخشبية فحسب، بل إنها تبتكر وتطور صناعة الفوانيس، حيثُ تنتج فوانيس تحمل صور الأطفال، أو صور بعض الشخصيات الكرتونية المرتبطة بشهر رمضان الكريم مثل "بكار"، بالإضافة إلى صنع فوانيس مدون عليها أسماء الأشخاص على حسب رغبة الزبون. وقال بسنتي، ل"التحرير"، إنه كل عام يبحث أولًا عمّا يحتاج إليه السوق أو يشهد إقبالًا كثيرًا ثم يفكر في صنع أشكال جديدة من الفانوس الخشبي لتحقق أعلى نسبة مبيعات، ثم يبدأ في تصميمها وتنفيذها بعد ذلك. وتابع: "الأزمة الاقتصادية أثرت جدا علينا وبعد ما كنت باعمل 15 ألف قطعة كل سنة، ماعملتش غير 5 آلاف قطعة فقط السنة دي، وكمان اضطرينا نقلل نسبة أرباحنا من 15% إلى 8% عشان ظروف الناس". وعن أسعار الفوانيس هذا العام، ذكر بستني أن الفانوس يبدأ سعره من 5 جنيهات وحتى 350 جنيهًا حسب الشكل والحجم والإضاءة، كاشفًا أنّه يستغرق 4 ساعات لصنع 10 فوانيس في آن واحد، ويعتمد على صناعة عدد أكبر من الفوانيس الصغيرة الحجم لأنها تباع أسرع من الكبيرة الحجم. "الدولار لما غلي كل حاجة غليت معاه".. هكذا أوضح "بسنتي"، قائلًا إن أسعار الخامات المستخدمة في صناعة الفوانيس زادت 200% على العام الماضي. وأكد أن وقف استيراد الفوانيس منذ 3 أعوام، أسهم في انتعاش صناعة الفوانيس مرة أخرى، سواء الخشبية أو المعدنية أو الصاج، خاصة مع قلة وجود الفانوس الصيني الذي كان يملأ الأسواق ويُقبل عليه المواطنون لرخص سعره وأشكاله الكثيرة، كما أنه كان يجذب الأطفال أكثر لأنه يغني ويمشي، كما أنها منعت المستوردين من السيطرة على السوق والتحكم فيه، ما عاد بالنفع المادي على أصحاب الورش والعاملين فيها، وبائعي الخامات المستخدمة في صناعة الفوانيس.