شهدت أسعار أقراص مخدر الترامادول والتامول ارتفاعا حادا بالسوق السوداء خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما ساهم في ظهور عقار الأبتريل المخدر من جديد لكن بأسعار باهظة. و"الأبتريل" عقار طبى مخدر، ومسكن قوي المفعول يستخدم بحذر في حالات آلام الأمراض مثل السرطان والانزلاق الغضروفى، ولا يستخدم إلا في حالات محدودة وبحرص شديد نظرا لخطورته على أجهزة الجسم. ومصرح بإنتاج "الأبتريل" ولا يصرف إلا بروشتة طبية، ولكنه أحد العقاقير التي وضعت فى الجدول الأول للمخدرات مثل الحشيش والأفيون والهيروين. وكشف أحد المدمنين رفض ذكر اسمه، أن سعر شريط (12 قرصا) الأبتريل ارتفع من 70 إلى 250 جنيها بالسوق السوداء، في الوقت الذي حذر صيادلة من انتشار أنواع مغشوشة من العقار المخدر آثارها الجانبية أسوأ على المرضى والمدمنين. من جانبه قال محمد السقعان طبيب صيدلي، ل"التحرير"، إن المواد الفعالة في عقاري الترامادول والأبتريل مختلفة، مشيرا إلى أن السوق السوداء لبيع الأبتريل شهدت انتعاشا بعد اختفاء عقار الترامادول منتصف الشهر الماضي، والارتفاع الجنوني الذي أصاب أسعاره، موضحا أن الترامادول يعد من الأقراص المخدرة الأكثر انتشارا بين متعاطي المواد المخدرة. وشنت الأجهزة الأمنية بالمحافظات الحدودية حملات مكثفة لمطاردة المهربين أدت لانخفاض عمليات تهريب الأقراص المخدرة عبر المنافذ الجمركية والمناطق الحدودية، لا سيما المهربة من ليبيا والسودان. وأضاف السقعان ل"التحرير" أن اختفاء الترامادول من السوق السوداء ترتب عليه ارتفاع حاد بأسعاره، إذ وصل سعر الشريط الواحد إلى 180 جنيها قبل نهاية شهر مارس الماضي، بينما واصل ارتفاعه خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليحقق رقما قياسيا لم تشهده الأسواق من قبل، ووصل إلى 250 جنيها للشريط الواحد. وأوضح الصيدلي أن عقار أبتريل يعد من الأقراص المخدرة التي لها آثار جانبية خطيرة، توثر على صحة المتعاطين وحالتهم النفسية، وقد تعطي شعورا زائفا بنشاط وقدرة على السهر، بينما تؤثر بشكل مباشر على توتر العضلات و ربما تؤدي إلى تشنج عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز فيحدث اختناق في حالات الجرعات الزائدة. ولفت السقعان إلى أن الأزمة لا تنتهى عند سوق العقار المستورد، فهناك مصانع "بير السلم"، التي تنتج هذا العقار وتضيف مواد خطيرة فى أثناء عملية الصناعة مثل الجبس الأبيض واللون الأحمر الصناعي والنشا، وربما تحتوى على مادة سامة خطيرة، تستخدم في صناعة السموم، منها مادة الاستركنين (strychnine) وهي مادة سامة تستخدم في المبيدات الحشرية، وهي تعطي نفس إحساس المواد المخدرة التي يحتوى عليها الترامادول. وناشد الأجهزة الرقابية بضرورة مواجهة سوق التهريب لتجفيف المنابع، وكذا مواجهة مصانع و ورش "بير السلم". وفي سياق متصل قالت شاهيناز جلال اختصاصية الصحة النفسية، إن نسبة تعاطي المواد المخدرة بكافة أنواعها سواء الحبوب المخدرة أوالحشيش أو الهيروين ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت، مشيرة إلى أن وصول نسبة إدمان الإناث إلى 27% من إجمالي نسبة متعاطى المخدرات فى المجتمع المصرى، أمر مفزع، ويحتاج إلى مواجهة سريعة لتجنب تأثيره على المجتمع المصرى بالكامل. وأضافت: الحبوب المخدرة بأنواعها أصبح من السهل الحصول عليها، بسبب انتشارها بسوق المخدرات بين معظم الطبقات، ورغم المجهودات الأمنية المبذولة لمواجهة مافيا الاتجار بالمواد المخدرة، فهناك انتشار واضح لها بالأحياء الراقية والشعبية أيضا، وهناك بعض الصيدليات تبيعها في غفلة من الأجهزة الرقابية وبأسعار باهظة تتعدى أسعار السوق السوداء.