كتب: إسلام عبدالخالق لم تكن تدري "فاطمة السيد محمد" 23 عامًا، ربة منزل، من قرية ميت ربيعة ببلبيس، بأن اليوم الذي انتظرته طوال عمرها ودفعت في سبيله عناء تسعة أشهر؛ لرؤية جنينها الأول، هو يوم حتفها وفراقها للحياة بصحبة قُرة عينها. الساعة تقترب من الثامنة صباحًا بالقرب من عزبة "الثابت" التابعة لدائرة مركز بلبيس.. الجميع يهرول مُسرعًا بحثًا عن الرزق الحلال ولحاق موعد عمله، إلا أن هناك سيدة كانت تسير بخطوات حثيثة تُسابق الزمن لتضع مولودها الأول، ولا تدري أن خطواتها تُقربها أكثر من الموت؛ لم تكد تمر عدِة ثوانٍ حتى صدمتها سيارة مسرعة بطريق "بلبيس - العاشر" ليتم نقلها إلى المُستشفى لتلفظ وجنيها أنفاسهما الأخيرة معا. تلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من العميد سمير أبو روضة، مأمور مركز شرطة بلبيس، يفيد بوصول "فاطمة السيد محمد" 23 عامًا، ربة منزل، من قرية ميت ربيعة التابعة لدائرة المركز، إلى مستشفى بلبيس العام، مصابة بكدمات وجروح وحالتها متأخرة؛ إثر تصادم سيارة مُسرعة بها اثناء عبور الأخيرة طريق "بلبيس – العاشر". وتبين أن المجني عليها، حامل في شهرها الأخير، وكانت في طريقها إلى مستشفى بلبيس المركزي لوضع جنينها، إلا أنها وأثناء عبور الطريق صدمتها سيارة مُسرعة؛ ليتم نقلها إلى المستشفى، وتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك هي وجنينها. وأفاد مصدر أمني بمركز شرطة بلبيس، بأنه تم التحفظ على السيارة المُتسببة في الحادث، وتبين أنها ملاكي تَخُص طبيبة، وجرى التحفظ عليها وسيارتها تحت تصرف النيابة العامة. كان عشرات من الأهالي تجمهروا فور الحادث وقطعوا الطريق؛ احتجاجًا على بشاعة الحادث، والمطالبة بعمل مطب صناعي، فيما انتقلت قوة من مركز شرطة بلبيس لمكان الواقعة، وتمكنت من إقناع الأهالي بفتح الطريق وتسيير حركة المرور.