أطلقت السلطات الروسية، سراح امرأة تدعى أوكسانا سيفاستيدي، وهي محكوم عليها بالسجن لسبع سنوات، بعد عفو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأدينت أوكسانا سيفاستيدى، وهي صاحبة متجر تبلغ من العمر 46 عامًا، في مارس من العام الماضي، بسبب رسالة نصية هاتفية أرسلتها عام 2008 بشأن قطار يحمل معدات عسكرية إلى جورجيا، قبل أشهر من نشوب حرب قصيرة الأمد بين البلدين. وأُرسلت هذه الرسالة لصديق لها من جورجيا، إذ قال: "أوكسانا هل توجد دبابات عند رصيفكم؟" وردَّت عليه برسالة نصية قالت فيها: "كان هناك من قبل لكن الآن لا أعرف". فيما أعلن الكرملين أمرًا بأنَّ سيفاستيدي، المدانة بالخيانة، ستعفى من السجن باقي المدة لمبادئ إنسانية. وفي ديسمبر الماضي، تعهَّد بوتين ببحث القضية، واصفًا الحكم بأنَّه "قاسٍ للغاية"، وقال - حينئذ: "كتبت ما رأته وما رآه كل شخص وهذا يعني أنه ليس سرًا كبيرًا". جديرٌ بالذكر أنَّ سيفاستيدي لم تكن الأولى التي أعفى عنها بوتين، حيث قام بالعفو عن العديد من الأشخاص في السنوات السابقة، كان أبرزهم: مدير مؤسسة أوكرانية وقَّع بوتين في 14 يونيو الماضي، مرسومين حول العفو عن الأوكرانيين جينادي أفاناسيف ويوري سولوشينكو، انطلاقًا من اعتبارات ومبادئ إنسانية. وكانت محكمة مدينة موسكو قد حكمت على أفاناسيف من سكان القرم، في ديسمبر 2014 بالسجن لمدة سبع سنوات بعد إدانته بارتكاب جرائم حرق مبانٍ لمؤسسات عامة ضمن نشاطات المنظمة الإرهابية "القطاع اليميني" في مدينة سيمفيروبل والتحضير لهجمات إرهابية في الفترة من أبريل إلى مايو عام 2014. وقام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بالتحقيق في قضية، يوري سولوشينكو المدير السابق لمؤسسة "زناميا" الصناعية – الدفاعية الأوكرانية، واتهم سولوشينكو بأنَّه حاول خلال العمل في 2014 لصالح وزارة الدفاع الأوكرانية داخل روسيا الحصول على وثائق فنية وقطع مكملة تتعلق بنظم الدفاع الجوي الصاروخية. وفي أكتوبر 2015، حكمت محكمة مدينة موسكو عليه بالسجن لمدة ست سنوات بعد اعتباره مذنبًا بالتجسس. طيّارة أوكرانية في مايو 2016، أصدر بوتين قرارًا بالعفو عن الطيّارة الأوكرانية ناديا سافتشينكو المدانة بقتل صحفيين روسيين والمحكومة بالسجن لمدة 22 عامًا، بعد اختطافها عام 2014، على يد انفصاليين موالين لروسيا، وذلك ضمن عملية تبادل معتقلين وبحسب وسائل إعلام روسية، غادرت سافتشينكو، مدينة روستوف الروسية، على متن الطائرة المخصصة للرئاسة الأوكرانية، متجهةً إلى العاصمة الأوكرانية كييف. وجاء قرار العفو عن سافتشينكو، بعد إصدار السلطات الأوكرانية قرارًا بإخلاء سبيل موظفَي جهاز الاستخبارات الروسية المعتقلين في كييف ألكسندر ألكسندروف ويفجيني يروفييف، اللذين عادا بدورهما إلى موسكو. رجل أعمال معارض للكرملين في ديسمبر 2013، أعلن الكرملين - في بيان له - أنَّ بوتين وقَّع مرسوم العفو عن رجل الأعمال الثري وقطب النفط الروسي السابق والمعارض للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي، المسجون منذ عشر سنوات. وقال بوتين: "لقد أمضى أكثر من عشر سنوات في السجن.. إنَّه عقاب جدي، وتذرع بأسباب إنسانية لأنَّ والدته مريضة جدًا"، واعتبر أنَّه من الممكن اتخاذ مثل هذا القرار. وخودوركوفسكي البالغ من العمر 50 عامًا كان يفترض أن يطلق سراحه مبدئيًّا بعد أقل من سنة، في أغسطس 2014، لكن النيابة قالت - في الآونة الأخيرة - إنَّها تحقِّق في عدة قضايا إجرامية أخرى تخصه. والأحكام السابقة التي صدرت بحقه يعتبرها أنصاره تصفية حسابات من "الكرملين" مع رجل الأعمال الذي أصبح مستقلًا إلى حد كبير، وكان يعبر عن طموحاته السياسية.