قال الأمير حارس شهاب، أمين عام اللجنة الوطنية المسيحية للحوار بلبنان، إن مبادرات الأزهر الشريف للحوار، تعزز مسيرة الحوار الهادفة إلى تحقيق السلام والتعاون بين المجتمعات، وتتلاقى مع وثائق ومبادرات أخرى تؤكد أن الحوار بين الأديان والمؤمنين بها ليس نظريًّا مرتبطًا بالعقيدة فقط، بل هو حوار حيّ ومتحرك، قادر على مواكبة حركة مجتمعاتنا من أجل إنسانية أفضل. واستعرض في كلمته التي ألقاها بالجلسة النقاشية الأولى، في اليوم الثاني لمؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، تحت عنوان "المبادرات المشتركة"، التجربة اللبنانية في العيش المشترك، معتبرًا أنها تعتمد لغة الحوار والحرية والديموقراطية، وتعمق دور لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي في لبنان كمشروع بديل عن التطرف، حتى تكون العلاقة بين الأديان في لبنان صمام أمان في وجه المتربصين بالإسلام. واختتم كلمته بأن هناك حاجة إلى وقفات جريئة وموَحَّدة من المرجعيّات والقيادات الروحية الإسلامية في العالم بدءًا من عالمنا العربي، تُحدّد فيه بموقف صريح نظرة الإسلام للمسيحية وعلاقته بها، مشيدًا بالوثائق التي صدرت عن الأزهر الشريف، وخصوصًا وثيقة الحريات التي وصفها بأنها تشكّل منعطفًا هامًا سوف يكون له أثر على التطوّر الإيجابي للفكر الإسلامي باتجاه الحداثة وتعميق المواطنة، واصفًا مؤتمر الأزهر بأنه مبادرة رائدة لإعادة التأكيد على أننا في هذا الشرق إما نكون معًا أو لا نكون، وأن لغة الإسلام الوسطي هي التي عليها أن تسود. من جانبه، أكد علي الحسن، عضو اللجنة الإسلامية المسيحية للحوار بلبنان،إن الدين ليس مدعاة للتعصب حتى يحوله المتربصون إلى سلحًا فتاكًا وإرهابًا، مضيفًا أن العلاقات الإسلامية والمسيحية تتوقف على مدى العلاقات التي يقيموها فيما بينهم، حيث تعمل تلك العلاقات على ربط الإنسان بالله كما تربطه بالحضارات، لذلك يجب أن يكون هناك الكثير من التعاون في الصدد. ومن جهته قال قيس آل مبارك ، أستاذ مشارك بجامعة الملك فيصل بالسعودية، أن الإسلام دين رحمة لعموم البشرية ، مشيرًا إلى موقف نبي الرحمة مع مخالفيه، بعد فتح مكة حين قال لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء"، مضيفًا أن الصحابة والمسلمين عندما فتحوا البلاد أقامو العدل ورفعوا الظلم وساووا بين الناس في الحقوق والواجبات.