اعتذر الأخضر الإبراهيمى المبعوث العربى والدولى لسوريا، للشعب السورى عن عدم التمكّن من تحقيق تقدّم فى مفاوضات «جنيف 2» بين طرفى النزاع فى البلاد والمستمر منذ سنوات، معلنًا أنه لم يتم تحديد موعد جديد للمفاوضات، وأنه طلب من الوفدين العودة والتفكير بجدوى المفاوضات. وأضاف الإبراهيمى أن «وفد النظام رفض مناقشة ثلث ما جاء فى أجندة التفاوض، ورفض بند هيئة الحكم الانتقالية، كما يعتبر أن القضاء على الإرهاب هو الأهم، بينما تصر المعارضة على بحث هيئة الحكم الانتقالى»، مضيفًا «أعتقد أنه من الأفضل أن يعود كل طرف ويفكّر فى مسؤولياته وما إذا كان يريد لهذه العملية أن تستمر». وكان الاتفاق الوحيد الذى تمخّضت عنه أحدث جولة من المفاوضات هو السماح للمدنيين بمغادرة مدينة حمص المحاصرة، وبدخول المساعدات إليها، وباستثناء هذا، فشلت المحادثات التى بدأت منذ 6 أيام، فى تضييق الهوة بين حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وفى المقابل اعتبرت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيج، أن فشل المفاوضات فى جنيف بين النظام السورى والمعارضة يشكّل «إخفاقًا كبيرًا»، وحمّلت النظام السورى مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق. وأشار وزير الخارجى البريطانى إلى أن «ما أدلى به الموفد الدولى الأخضر الإبراهيمى، خلال مؤتمره الصحفى، صباح أول من أمس (السبت)، يؤكد بوضوح أن النظام رفض بحث السلطة الحكومية الانتقالية، وهو موضوع فى صلب المفاوضات ويشكّل سبيلًا أساسيًّا لوضع حد للنزاع». وفى باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، أن فرنسا «تدين موقف النظام السورى الذى عرقل أى تقدّم بعد فشل المفاوضات فى جنيف بين ممثلى النظام والمعارضة السوريين»، موضحًا أن «الجولة الثانية من المفاوضات انتهت لتوّها من دون نجاح فى جنيف، إننى أدين موقف النظام السورى الذى عرقل أى تقدّم نحو تشكيل حكومة انتقالية، وكثّف أعمال العنف بحق السكان المدنيين». وميدانيًّا تجاوز عدد قتلى الحرب فى سوريا ال140 ألفًا، وفقًا لما وثّقه المرصد السورى لحقوق الإنسان، الذى أشار إلى أن أكثر من 7 آلاف طفل لقوا مصرعهم منذ الانتفاضة الشعبية السلمية فى سوريا منتصف مارس 2011، والتى تحوّلت إلى حرب دموية، مؤكدًا أيضًا أن الفترة التى تلت «جنيف 2» كانت الأكثر دموية. وأكد المرصد، الذى يتخذ من لندن مقرًّا له، فى بيان له، أن عدد القتلى بلغ الآن 140 ألفًا و41 شخصًا، بينهم 7626 طفلًا، و5064 امرأة، مضيفًا أن جميع الحالات التى شملها إحصاؤه تم توثيقها سواء بالأسماء ووثائق الهوية أو بالصور والتسجيلات المصورة، مضيفًا أن مصير عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين لا يزال مجهولًا، لافتًا إلى مقتل أكثر من 30 ألفًا من مقاتلى المعارضة، وما يزيد على 50 ألفًا من القوات الموالية للحكومة.