سلطت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، في تقرير لها اليوم الأحد، الضوء على تقدم زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، في استطلاعات الرأي بشأن التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقالت الصحيفة في تقريرها: إن "هناك 10 أسباب تخدم مصلحة لوبان، وتجعلها أقرب للفوز برئاسة الجمهورية الفرنسية". و أشارت إلى أن أولى هذه الأسباب تتمثل في فوز دونالد ترامب، برئاسة الولاياتالمتحدة، إذ يؤكد هذا الفوز أن إيديولوجية الشعبوية بإمكانها أن تتغلغل بسهولة في صفوف شعب مثقف وواع، كما أن شعار ترامب "الولاياتالمتحدة أولا" لا يختلف كثيرًا عن شعار مارين لوبان في فرنسا "الأسبقية للوطنية". وثانيًا، فإن لوبان تتخذ من تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي حجة لسلوك الطريق ذاته، خاصة أنه لم يظهر سلبيات لهذا التصويت على الاقتصاد البريطاني حتى الآن. أما السبب الثالث - فيتمثل في تقديم لوبان مشروعًا اقتصاديًا ساهم في تحسين صورتها أمام الشعب الفرنسي، وبذلك أصبحت الجبهة الوطنية ثالث أقوى الأحزاب السياسية في فرنسا. ويتمثل السبب الرابع، في أن الأحزاب الاشتراكية فهمت بأن المعركة الثقافية التي كثيرًا ما كانت تفوز بها الأحزاب اليسارية، قد تغيرت نتائجها منذ 10 سنوات لصالح اليمين. و السبب الخامس يتمثل في أن كل هجوم يحدث في فرنسا؛ يزيد من عدد المصوتين لصالح الجبهة الوطنية، فالإرهاب في حد ذاته لا تقوى الأحزاب الفرنسية على مقاومته. أما السبب السادس، هو أن المرشحة للانتخابات الفرنسية، تستغل فقر الملايين في فرنسا، وفي هذا الصدد، تقدم نفسها كبديل من شأنه إيجاد حلول لأزمة الفقراء في فرنسا، مؤكدة أنه منذ سنة 1981، حكم اليمين على مدار 14 عامًا مقابل اليسار الذي ظل في حكم طيلة 22 عامًا، دون أن يجدا حلولًا جذرية للحد من نسبة الفقر في فرنسا. سابعًا "الفضيحة التي طالت مرشح يمين الوسط، فرنسوا فيون، و تأثيرها على حظوظه في سباق الرئاسة، الأمر الذي جاء في مصلحة مارين لوبان، رغم أن لوبان نفسها طالتها فضيحة مشابهة في البرلمان الأوروبي، إلا أنها لم تؤثر على تقدمها على المستوى المحلي". ثامنًا، حمّلت الصحيفة السياسيين الفرنسيين مسؤولية تنامي الكراهية تجاه أوروبا، فقد أصبحت بروكسل منذ فترة "مكانًا منفرًا" بالنسبة للفرنسيين، الذين يرون أيضًا أن بلادهم خاضعة لإملاءات الأوروبيين، مما يشير إلى أن فرنسا قد تحولت إلى أحد أهم الدول الأوروبية التي فقدت هيبتها بهدف إرضاء قوانين الاتحاد الأوروبي. وقد استغلت الجبهة الوطنية هذا الموقف، حيث اعتبرت أن سياسة التقشف نابعة من إملاءات أوروبية، وأن الفرنسيين يمرون منذ 40 عامًا بمستوى معيشي دون المتوسط؛ نتيجة ارتباط بلادهم بالاتحاد الأوروبي. تاسعًا، إن خروج الرئيس السابق نيكولا ساركوزي من السباق الرئاسي جاء في مصلحة لوبان، حيث كان يجيد استعمال الخطابات الرنانة الموجهة للشعب الفرنسي، التي تنادي بالحفاظ على الأمن القومي الفرنسي. أخيرًا، استغلال لوبان لانقسام اليسار إلى ثلاث كتل، ففي حالة اتحادهم، سيحصلون على 45% من الأصوات، أما إذا استمر الانقسام بينهم، فلن يستطيع أي واحد منهم اللحاق بلوبان.