الفيلم يتحدَّث عن فكرة التعايش بكل أشكالها «أذكى ما فى فيلم (لا مؤاخذة) هو تعامله بشكل خفيف وعفوى مع قضية جريئة وحسّاسة»، هذا أكثر ما ميّز الفيلم من وجهة نظر بطلته كندة علوش التى تقوم بدور والدة الطفل هانى «أحمد داش»، مضيفة فى حوارها مع «التحرير»: «عمرو سلامة لم يصنع فيلما خفيفا من أجل الجمهور، ولم يأخذ فى اعتباره مسألة مسايرة الجمهور التى يلجأ إليها بعض المؤلفين والمخرجين، فلم يقحم مشاهد وقفشات كوميدية دون فائدة، ولكنه صنع فيلما صادقا، جسّد فيه عالم الأطفال بما فيه من أجواء مبهجة وعفوية ومليئة بالمواقف المضحكة، لذلك خرج الفيلم بخفة دم رغم حساسية القضية وأهميتها». الفيلم الذى يتناول فى أبرز جوانبه قضية الاضطهاد الدينى من خلال طفل يخفى ديانته المسيحية عن زملائه فى مدرسته الجديدة، خوفا من أن يسيئوا معاملته، خرج بشكل متوازن جدا وجذّاب، بحسب ما تقول كندة، حيث تتابع: «أى مخرج آخر كان سيتناول موضوع الفليم بشكل خطابى من خلال الكليشيهات المعروفة، مثل عاش الهلال مع الصليب، والكنيسة جنب الجامع، لكن عمرو سلامة استخدم أسلوبا فى عرض الفكرة يعتمد على القالب الفنى الذكى الخفيف من خلال زاوية «طازجة وجذابة»، بعكس الإعلام الذى غالبا ما يستخدم زاوية موحدة فى مناقشة الموضوع»، وذلك حسب كلامها. الممثلة السورية أكدت أنها ليست مؤهلة للحديث عن موقف الرقابة التى اعترضت كثيرا على الفيلم من قبل، لكنها ضد فكرة الرقابة على الأفكار والإبداع، فالرقابة كما أشارت علوش من حقها أن تعترض على المشاهد والألفاظ وغيرها، ولكن بشرط أن تكون ملاحظاتها على الصورة فقط وليس على الأفكار أو الموضوعات. كندة علوش دافعت عن «لا مؤاخذة» لتناوله فكرة مهمة دون خدش للحياء أو مسّ للمقدسات والأديان، وترى أنه لا يوجد بالفيلم ما يستدعى اعتراض الرقابة، وقالت: «قد يكون موقفها ناتجا عن تخوف الرقيب نفسه، رغم عدم وجود أى حاجة تخوف فى الفيلم». بطلة «لا مؤاخذة» أكدت أيضا أن المخرج لم يقل إن الفيلم عن التمييز الدينى فقط، ولكنه ببساطة عن طفل يُحاول الاندماج مع أصدقائه الجدد ومع البيئة الجديدة المختلفة عن مستواه الاجتماعى السابق، ويناقش قضية التعايش والاندماج مع المستوى الاقتصادى والاجتماعى المختلف بشكل بسيط، ولا يناقش فكرة اختلاف الدين فقط. مشيرة إلى أن سبب ربط البعض الفيلم بقضية الاضطهاد الدينى ناتج عن «التأويل» المستمر لكل شىء فى الحياة، وهنا دللت كندة علوش بما أثير مؤخرا حول «أبلة فاهيتا» قائلة: قضية (أبلة فاهيتا) تحوّلت إلى معانٍ كبيرة بسبب التأويل، ولا يجوز أن نقتبس كل مشهد ونفككه إلى معانٍ كبيرة فى غير سياقها الطبيعى، وبعيدا عن كونه طفلا يحاول الاندماج مع الآخرين بشكل عفوى». كذلك تحدثت كندة عن أسباب أزمة التمييز الطائفى فى المجتمع، مؤكدة أن كل أطراف المجتمع مسؤولة عن الأزمة، وكلهم يتقاسمون المسؤولية لأن الدولة تشرف على الإعلام والتعليم، وواصلت: «يجب على الإعلام الكف عن استخدام لغة تثير النعرات والتمييز بين الجميع، سواء بالدين أو الجنس أو اللون، مع ضرورة البحث عن وسائل جديدة بدلا من أسلوب (الطبطبة) الذى ننتهجه تجاه المشكلات». وأنهت كندة علوش كلامها مؤكدة أن السينما ليس من واجبها تقديم حلول، لأنها ليست مؤسسة تعليمية، ودورها يقف فقط على طرح القضايا بشكل فنى.