مصطفى السيد: أمريكا رفضت إجراء تجارب على الكلاب ومصريون تطوعوا لإجرائها عليهم ** كلمة وزارة الصحة هي الفيصل للبدء في تطبيق التجارب على البشر ** تكاليف الاختبارات لعلاج السرطان بالذهب بسيطة.. و"الفضة" لا تصلح لإجراء التجارب ** الانتهاء من مدينة زويل بالكامل خلال عام ونصف.. والجيش هو من يبنيها ** أتمنى لقاء السيسي لعرض الأبحاث التي انتهينا منها.. وسأعتمد على كفاءات بالداخل والخارج ** السيسي "أحسن ما يكون" ويجب أن نساعده لكن من حق "حجي" الترشح للرئاسة لقبه كثيرون برائد علاج السرطان بجزيئات الذهب بعد النجاحات غير المسبوقة التي حققها في هذا الإطار، وإنجازاته العلمية جعلته أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية.. إنه العالم الدكتور مصطفى السيد مستشار رئيس مجلس أمناء جامعة المستقبل ومدير معهد جورجيا للعلوم التكنولوجية ورئيس مجلس إدارة جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الذي استطاع أن يحقق مع عدد من العلماء المصريين والأجانب نجاحات غير مسبوقة في مجال علاج السرطان بالذهب، والتي منحته مكانة خاصة في قلوب آلاف المرضى ممن تعلقوا به على أمل الشفاء من هذا المرض. "التحرير" التقت بالدكتور مصطفى السيد في حوار مطول، للتعرف على آخر مستجدات الأبحاث التجريبية لعلاج السرطان بجزيئات الذهب، والتعرف على مدى إمكانية تطبيق التجارب على البشر، وآخر ما وصلت إليه مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وإمكانية النهوض بمستقبل البحث العلمي فى مصر.. وإلى نص الحوار: **بداية.. نريد أن تطلعنا على آخر ما توصلتَ إليه في الأبحاث التجريبية لعلاج السرطان بجزيئات الذهب؟ الحمد لله، أجرينا تجارب عديدة على الحيوانات من فئران وأحصنة داخل مصر وخارجها، وجاءت النتائج إيجابية للغاية ونسب الشفاء عالية ونسير على خطى ثابتة، ونأمل أن نحاول تطبيق تلك التجارب على البشر قريبًا لإنهاء آلام مرضى السرطان تمامًا ولتخفيف معاناتهم، وأؤكد أن أكثر ما كان يشغلني أن تكون تجاربنا دقيقة وسليمة للغاية حتى نبدأ فى علاج البشر على الفور لأن نسب الوفيات بمرضى السرطان تمثل حالة واحدة بين كل 4 أفراد، وأريد هنا أن أشير إلى أن التجارب التي نقوم بإجرائها تعالج كافة أنواع مرضى السرطانات، ويتابعني فيها باستمرار الدكتور حسين خالد رئيس المعهد القومي للأورام سابقًا ونائب رئيس جامعة القاهرة، وهو يعلم منذ البداية ما نقوم به وما توصلنا إليه من نتائج التجارب على الحيوان، وسيذهب قريبًا إلى وزير الصحة، ليقول له ما فعلناه وما قمنا به وإلى أين انتهينا في تلك التجارب، من أجل تشكيل وحدة عمل من أطباء السرطان وأساتذة الأورام والمتخصصين لنتشاور حول ما توصلنا إليه من نتائج وتفاصيل، لنبدأ بعدها في تنفيذها على البشر حال الموافقة على الأمر، ولكن للأسف التعديل الوزاري عطلنا نسبيًا عن تسليم نتائج الملف البحثي له. **هل هناك أي صعوبات واجهتك أنت وفريقك البحثي خلال إجراء الاختبارات التجريبية؟ كان أكثر ما يقلقني ويشغلني أثناء إجراء التجارب، هو أين توجد المنطقة التي تحمل الأورام السرطانية وكيف نستطيع الوصول إليها لتعريض الضوء عليها، لأن السرطان يختلف من منطقة لأخرى، ولكن حينما ظهرت نسب الشفاء أثناء التجارب على الحيوانات بصورة عالية أعطتني طمأنينة نسبيًا، وأتمنى أن تكون تجاربنا دقيقة بنسبة 100% حتى نستطيع إجرائها على المواطنين، وأؤكد أنه كلما وصل الضوء إلى منطقة السرطان وفقًا لما أجريناه من بحوث ستكون نسبة الشفاء عالية للغاية، ومن أكثر الصعوبات التي واجهتنا أننا لم نستطيع الحصول على موافقة أمريكا في إجراء التجارب على القطط والكلاب، فحينما طلبت من كبرى المستشفيات في أمريكا في ظل وجود عدد كبير من الباحثين والعلماء في أمريكا الحصول على قطط وكلاب لإجراء التجارب وجدت مديرة المستشفى تقول لي "من الصعب إجراء التجارب على تلك الحيوانات، لأن الكلاب والقطط في أمريكا، يتعامل معها الأمريكان بأنهم مثل أولادهم، ويصعب الاستغناء عنهم". فوجدت أن هناك صعوبة في إجراء تلك التجارب على تلك النوعية من الحيوانات في أمريكا، خاصة أنه من النادر أن تجد في أمريكا كلاب أو قطط بالشوارع، ولكنهم وافقوا على إجرائها على الفئران فقط، عكس مصر التي وجدت فيها متسعا لإجراء التجارب على كافة أنواع الحيوانات. **ما هو الأساس العلمي الذي تعتمد عليه التجارب في علاج السرطان بجزئيات الذهب؟ أساس التجارب الاعتماد على استحضار قطعة ذهب صغيرة بحيث يمكنها القدرة على امتصاص الضوء وحينما ترتفع درجة الحرارة سترتفع معها بالتبعية درجة حرارة الخلية نفسها بنسبة 40 أو 45%، وستقوم بتسييحها لإزالة البؤرة السرطانية، وكان أساس اعتمادنا في التجربة على الذهب وليس الفضة، لأننا وجدنا منذ البداية أن الفضة تقتل الخلية نفسها سواء المصابة أو الحية، لأنها تسمم المنطقة بأكلمها، عكس الذهب الذي يقضي على منطقة الإصابة الخبيثة فقط ولا يوجد فيه أي مشكلات كيميائية، وبالتالي فالتجربة تعتمد على كيفية وصول الضوء إلى المنطقة السرطانية، وهو أمر لم نجد فيه صعوبة في إجرائه على الحيوانات. **هل الدولة تدعم تلك التجارب والأبحاث؟ بالفعل، الدولة لم تبخل علينا بشيء، وهناك دعم كبير مقدم من أجل إنهاء تلك التجارب والبدء في تنفيذها على مرضى السرطان من البشر، وهناك العديد من المتطوعين تقدموا إلينا بالفعل، ممن وصلوا لحالات صعبة للغاية في المرض، على أمل أن ينهي العلاج آلامهم، ونسعى جاهدين للتوصل للعلاج في أسرع وقت للتخفيف عليهم، وأؤكد أنه لو أن هناك تمويلًا كبيرًا سنجري أبحاثًا ونجذب الأشخاص الآخرين بالخارج، رغم أن التمويل في مصر للأبحاث تحسن نسبيًا، ولكننا بحاجة إلى تحسين منظومة التعليم نفسها. **ماذا عن التكلفة المادية لإجراء تلك الأبحاث؟ التكلفة بسيطة للغاية، لأن الأبحاث تجري على قطعة نانو صغيرة للغاية، وليس جراما أو تو جرام، وثمن النانو بسيط وليس مكلف نهائيًا، حيث أجرينا التجارب على قطعة نانو من الذهب تبلغ قيمتها 85 دولارًا، واستمرينا في إجراء الأبحاث عليها لمدة 3 سنوات، فجزيئات الذهب لها القدرة على الذهاب مباشرة إلى الخلايا السرطانية ولا تقترب من السليمة وليس له أي أثار جانبية، وأن والعلاج بالذهب بديل للعلاج الكيمائي المستخدم حاليًا لعلاج السرطان والذي يسبب آثار جانبية كثيرة للمريض. **من الذى يقوم بتمويل تلك الأبحاث التجريبية؟ مصر هي من تقوم بتمويل تلك الأبحاث، وأريد أيضًا أن أشكر الدكتور علي جمعة لأنه بالفعل قدم تمويل من الزكاة وقال لي إنه يريد أن يدعم تمويل تلك الأبحاث. ** هل كلمة وزارة الصحة هى الفيصل فى تلك القضية؟ بالطبع الأمر يتوقف على وزارة الصحة ورؤية فريق المتخصصين، فهما الفيصل النهائي فى تلك القضية ** هل هناك لقاءات جمعت بينك وبين الرئيس لعرض ما توصلت إليه من نتائج ؟ لا، ولكنني أتمنى لقائه قريبًا لأعرض عليه ما انتهينا من أبحاث علاج السرطان بجزئيات الذهب، وكذلك آخر ما توصلنا إليه في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، لأنني تقلدت المنصب فيها منذ شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير، وأريد أن أؤكد أن الرئيس السيسي يدرك أهمية البحث العلمي في مصر، وحينما التقيت به في خلال الفترة الماضية، سألني:"كيف نصلح حال البحث العلمي وكيف ننهض به، وما الأفكار التي تساعدنا في ذلك؟" ** بصراحتك المعهودة، ألم تفكر في بيع أفكار الأبحاث للخارج من أجل الحصول على عائد مادي؟ لا، على الإطلاق، كان أكثر ما يشغلني هو خدمة المرضى وإنهاء معاناتهم، وليس عندي مانع أن يستفيد أي مريض بالداخل أو الخارج من العلاج، ولا أفكر في الربح أو المكسب نهائيًا، وأؤكد أنه لا يستطيع أحد أن يسطو على ما نقوم به لأن براءة الاختراع لها أصحابها، وأنا مستعد للتعاون مع أي مكان لخدمة الناس، وأريد هنا أن أوضح أننا ننشر الأبحاث عالميًا والدول الأخرى تستطيع أن تقوم بعملها، ويمكن تكون الصين بدأت في إجراء تلك الأبحاث بالفعل، ويستخدمونها دون أن يخبروا أحد. **ماذا عن مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا التي ترأس مجلس إدارتها حاليًا؟ "سأنفذ وصية الراحل أحمد زويل، واللي كان في دماغه لازم يتعمل، لأن جزء من حياته ضيعه على المدينة"، وهناك دعم كبير مقدم من الدولة لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والرئيس السيسي والجيش هما من يبنيان المدينة حاليا، والسيسي قال لي فى آخر لقاء جمع بيننا "إحنا اللي هنبني المدينة لأنها مهمة جدًا لمصر، وكتر خيره"، وتم بناء نصفها بالفعل، وسيتم الانتهاء منها بالكامل خلال عام ونصف على أقصى تقدير، وأريد أن أؤكد أن مدينة زويل هي أساس البحث العلمي في مصر، والمجموعة التي تعد أبحاثًا حاليًا، هي نفس المجموعة التي تعمل بالخارج وتنشر أبحاثها في أكبر المجلات الخارجية، وأقولها صراحة "لو تم توفير التمويل اللازم للأبحاث العلمية نستطيع أن نقوم بعمل أبحاث مثل أمريكا وأوربا بالضبط" **هل ستعتمد على كفاءات من الخارج أم الداخل؟ لابد أن يتم الاعتماد على الاثنين معا، لكن أما تكون العناصر بالداخل أكثر ستشجع المصريين على الدخول في مجال الأبحاث، ونتمنى زيادة أبحاث التمويل للنانو لأنه مجال جديد، ويمكن أن نبدع فيه ما لا يعرفه الأمريكان، ولكن المر يعتمد على الآلات وهى تكلفتها باهظة، ولكن هناك 5 أماكن فى مصر لديها تلك الآلات، وبمجرد أن نبدأ نستطيع أن نصل إلى ما فعلته أمريكا وأوروبا في مجال العلوم والتعليم، وأريد هنا أن أشير إلى أن القدماء المصريين كانوا يصعنون كيمياء لا أحد يعرفها في العالم بأكمله، وهي التحنيط، وهي عبار عن كيمياء وبيولوجي، وحتى الآن لا يعلم الأوربيون كيف يتم التحنيط؟، "فالحمد لله، النباهة موجودة، ولكن نتمنى أن ينصلح التعليم لكي نبدع أكثر". ** كيف تنظر إلى المبادرة التي طرحها العالم عصام حجي بشأن تشكيل فريق رئاسي؟ أي إنسان من حقه يعمل اللي هو عايزه، ولو ليه أفكار كويس وليه ناس بتحبه، أيه المانع الناس تشوف أفكاره، والفيصل في النهاية للناس هي اللي تحكم وتختار". ** هل أنت متفائل بما تسير إليه الدولة حاليًا؟ لا أملك سوى التفاؤل، والدولة تسير على الطريق الصحيح، وأقولها صراحة "السيسي من أحسن ما يكون، وربنا يساعده، ويجب أن نفكر فى مصر، فهو يريد أن يصنع شيئًا، ويجب أن نساعده"