محرر «التحرير» يتنكر في زي صعيدي لكشف سر قتل أب لأبنائه الخمسة

جريمةً هزت ربوع محافظة قنا، حينما قرر مزارع أن يقتل أبناءه الخمسة، وزوجته وشقيقته، عن طريق إمطارهم بوابل من الأعيرة النارية، ليجلس بعدها داخل غرفة في منزله، ويبدأ النظر إلى جثثهم باكيًا.
"نهى صبري، 32 عامًا، ودعاء خليل، 26 عامًا، وملك محمد عامان، ولطفي محمد 7 سنوات، وأمل محمد 8 سنوات، وقدري محمد 4 سنوات، وصبري محمد، 6 سنوات".. جميعهم لقوا مصرعهم على يد رب الأسرة الذي يدعى "محمد.م.ص".
هنا قرية "فاو" قبلي، التابعة لمركز دشنا شمال محافظة قنا، حيث حدثت الجريمة "التحرير" كانت هناك بالقرب من مشرحة مستشفى قنا العام، عقب تحويل جثامين الضحايا إليها، وحاولت التحدث إلى أهالي القرية وعائلة الضحايا، من أجل الحصول منهم على معلومات بشأن الحادث، نظرا لصعوبة ذلك الأمر، ارتدى محرر "التحرير" "جلابية صعيدية" لإخفاء هويته الصحفية.
تحدث محمود الهواري، أحد أبناء عمومة العائلة المقتولة، ل"التحرير" فأكد أن المزارع كان يمر بإضرابات نفسية، ويتناول المواد المخدرة والكحوليات بشكل دائم، وعقب عودته إلى منزله فجر اليوم الإثنين، دخل في مشادة كلامية مع زوجته، أدت الى دخوله في خلل نفسي فقرر رفع سلاحه الآلي وأمطر أسرته بالكامل بالرصاص.
وأضاف الهواري، إلى أن الأهالي عقب سماعهم لدوي الطلقات النارية، قرروا الذهاب إلى منزل المتهم، فوجدوه يجلس داخل غرفة صغيرة في المنزل وينظر إلى جثث ال7 ضحايا، وهو في نوبة بكاء، دون أن يتحدث معهم.
أحمد مختار، أحد أبناء القرية، الذي كان غارقًا في نوبة من الحزن على الضحايا، لم يتمكن من الحديث سوى بقوله "قلنا له ألف مرة بطل المخدرات اللى بتشربها، وعالج نفسك عشان أهل بيتك" مضيفًا "حسرة الأهالي في القرية ملهاش مثيل، الأطفال لم يكملوا عقدهم الأول حتى الآن، أرواح بريئة ماتت وعلى يد مين ومن بندقية مين، دول ماتوا من بندقية أبوهم".
أما أبناء الأسرة المتواجدين على أبواب مستشفى قنا العام، فرفضوا اتهام المزارع بالقتل العمد لأبنائه، مبررين ذلك بأنه "مريض نفسي وما فعله كان بسبب الخلل النفسي الذي يمر به المتهم".
وفي المقابل، قال مصدر قضائي في النيابة العامة بمحافظة قنا، في تصريحات خاصة ل"التحرير" إن المتهم عقب ضبطه في النيابة العامة، بدأ يدخل في نوبة من البكاء تارة ونوبة من الضحك تارة أخرى، ودخل في حالة هستيرية لم يفهمها أحد من المتواجدين.
وتابع المصدر بأن النيابة اكتشفت العشرات من الطلقات الآلية في جدران أحد غرف المنزل، الذي تمت فيه الجريمة البشعة، وأنه تم العثور علي فوارغ طلقات من بندقية آلية داخل غرفة الجريمة بالمنزل.
ومن جانبه، أشار مصدر أمني بمديرية أمن قنا، إلى أن قيام متهم بقتل أسرته، قد يكون من الممكن بسبب مرور المتهم بحالة نفسية واضطراب عقلي، وأن أهالى القرية أكدوا خلال التحقيقات الأولية عقب العثور على جثث الضحايا إن المتهم يمر بحالة نفسية واضطراب نفسي منذ فترة كبيرة.
ومن جهة أخرى قال مصدر طبي بمستشفى قنا العام، إن الطبيب الشرعي، أثبت إصابة الأطفال بالعديد من الطلقات النارية في أنحاء مختلفة من الجسد، وأن تلك الطلقات النارية كانت من بندقية آلية أمطر بها المتهم أطفاله وزوجته وشقيقته، حتى سقطوا جثة هامدة.
وأشار المصدر، إلى أن رأس الطفلة الصغرى "مهشمة" بسبب تلقيها "العشرات من الأعيرة النارية".