أعلنت السلطات في كاليفورنيا، أمس الجمعة، أنّها صادقت على حملة تطالب باستقلال الولاية للبدء بجمع التوقيعات اللازمة لإجراء استفتاء يقرر فيه الناخبون ما إذا كانوا يريدون البقاء في الولاياتالمتحدة أو الانفصال عنها. وذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء، أنّ سكرتير الولاية أليكس باديلا، تسلَّم الخميس اقتراحًا من مجموعة تطلق على نفسها اسم (حملة نعم لاستقلال كاليفورنيا) يقضي بدعوة الناخبين إلى التصويت على إلغاء جزء من دستور الولاية ينص على تبعية كاليفورنيا للولايات المتحدة. وقال باديلا، إنّه منح التصديق للحملة للبدء بجمع التوقيعات اللازمة والبالغ عددها 600 ألف توقيع تقريبًا، لطرح اقتراح الانفصال للتصويت العام. وكانت محاولات سابقة تهدف لجعل كاليفورنيا دولة مستقلة أو تقسيمها لولايات قد فشلت. ولكن الحال تغيَّر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا في نوفمبر الماضي، وتمَّت إعادة إحياء المحاولة لفصل كاليفورنيا عن الولاياتالمتحدة مجددًا. ولم يأتِ اقتراح الانفصال على ذكر ترامب، والذي تجرَّع هزيمة ساحقة في كاليفورنيا من منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في انتخابات الرئاسة، حيث تفوقت عليه بأكثر من أربعة ملايين صوت. ويدعو التعديل الدستوري المقترح بعنوان "كاليفورنيا وطنًا" الناخبين إلى التصويت على شطب النص الذي يشير إلى أن الدستور الأمريكي هو القانون الأعلى في البلاد. ويتعيَّن على الحملة أن تجمع بحلول 25 يوليو هذا العام، ما مجموعه 585 ألفًا و407 تواقيع، أي 8% من إجمالي عدد الناخبين المسجلين على قوائم الشطب في هذه الولاية الشاسعة والغنية الواقعة غربي الولاياتالمتحدة والتي يبلغ عدد سكانها أربعين مليون نسمة. ولو كانت كاليفورنيا دولة مستقلة، لكانت احتلت المرتبة السادسة في ترتيب القوى الاقتصادية العالمية. وتعتبر كاليفورنيا ولاية مؤيدة بقوة للحزب الديمقراطي الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وإذا صوّتت غالبية الناخبين لصالح الاستقلال، عندها يتعين إجراء استفتاء في 2019 يقرر خلاله الناخبون ما إذا كانوا يؤيدون استقلال كاليفورنيا. ورغم أن احتمالات انفصال كاليفورنيا تبدو ضئيلة للغاية، فإن باديلا حذر من أن الاستقلال يواجه عقبات قانونية كثيرة، إضافة إلى تكاليف مالية ضخمة لإجراء الاستفتاء. وقال موقع "INQUISITR" الأمريكي في تقريرٍ له اليوم السبت، إنّه من أجل أن يصبح الانفصال فعّالًا يجب على الكونجرس أن يمرر وثيقة "كاليفورنيا وطنًا"، وكذلك أن توافق عليها 38 ولاية أخرى، مما قد يجعل أمر الانفصال صعبًا جدًا، ولكن من كان يتوقع انفصال بريطانيا عن الاتّحاد الأوروبي أيضًا. وتابع الموقع، عندما تنفصل كاليفورنيا بالطبع - وهي الولاية التي تضخ أكثر من 300 مليار دولار أمريكي في الاحتياطي الفيدرالي كل عام على هيئة ضرائب، وتحصل على القليل مقابل هذا - فقد يتساءل الكثيرون عن ماذا سوف يحدث لكل هذه الولايات التي تعتمد على تمويل كاليفورنيا. وفي حالة انفصال كاليفورنيا عن الولاياتالمتحدة، سوف يكون هناك الكثيرمن التفاصيل البيروقراطية المملة، والتعاملات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتأكيد الانفصال نهائيًا وبشكل مطلق، فعلى سبيل المثال ماذا يحدث لصندوق الضمان الاجتماعي، وهل ستسترد كاليفورنيا تلك المبالغ التي ساهمت بها في الصندوق أم نسبة محددة بناءً على تعداد سكانها؟ أم ستستمر في العمل بنظام صندوق الضمان الاجتماعي في الولاياتالمتحدة؟ وذكر الموقع، أنّه في حالة انفصال كاليفورنيا أيضًا، يجب أنّ يكون لديها الجيش الخاص بها، في حالة إذا أرادت جيشًا تابعًا لها، فكاليفورنيا ستكون مُحاطة بالمحيط من ناحية، ومن ناحية أخرى بدولة من المحتمل أنّها لا تريد غزوها، فالنفقات العسكرية لن تكون ضرورية.