تبدلت صفات الشعب الضحوك، ابن النكتة، تحولت ضحكاته لآهات وابتساماته لإمتعاضات، هذا ما أكده أساتذة وخبراء علم النفس والاجتماع خلال الشهور الأخيرة، فضلاً عن أن توتر الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كان سبباً في إصابة المصريين بعديد الأمراض النفسية، وعلى رأسها "الاكتئاب". "التحرير" رصدت حالة المصريين النفسية خلال الأشهر الأخيرة، والتي تغيرت بشكل ملحوظ عن ما قبلها، وأجمع خبراء علم النفس والاجتماع، على أن نسبة الإقبال على المستشفيات والعيادات النفسية زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة. اكتئاب وقلق الدكتور حسام حمدي، أخصائي علم النفس، أكد على أن الضغوط المجتمعية، التي غالباً ما تحدث بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، تعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب، فضلا عن عدم توفر الوقت الكافي للإسترخاء، للتخلص من الشعور بالتعب والإرهاق والتوتر، لافتا أن هذا قد يقضي على الطاقة الإيجابية الموجودة لدى الإنسان فتتغير القوى المضادة أو جهاز المناعة النفسي، ليصبح الانسان ضعيف، غير قادر على مواجهة المشكلات، ويصبح فريسة للخوف والتوتر، كما في حالة الاصابة ب "الاكتئاب" والذي يصنف أنه درجات، وربما يصل الأمر في بعض الحالات المصابة باكتئاب مزمن، قد يؤدي إلى التفكير في الإنتحار. ضعف جنسي أضاف "حمدي"، هذه الحالة قد يزيد من مشاعر الإحباط لدى بعض الأشخاص، وينتج عن ذلك "انسحاب" تدريجي وعزوف عن الممارسة الجنسية، وهناك أيضاً من يشعرون بأعراض أخرى مثل العزوف عن الجلوس مع الأهل والأقارب، وتفضيل الوحدة، وربما قضاء معظم الوقت فى أنشطة قد يظن المريض أنها تساعده كي يتغلب على هذا الشعور، منها استخدام شبكة الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أو الجلوس على المقاهى أو النوادي. انتحار واحباط الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات، أشار إلى أن هناك زيادة في معدل الجريمة، بكل أنواعها، داخل المجتمع المصري من اغتصاب وتحرش وقتل وسرقة بالإكراه. وأضاف عامر، أن ارتفاع معدل الجرائم يعتبر نتيجة طبيعية لكل ما يمر به المجتمع من ظروف اقتصادية صعبة، تسببت في انتشار حالات الاحباط والاكتئاب والقلق والتوتر، وهو ما نتج عنه زيادة في أعداد المضطربيين نفسياً داخل المجتمع، فضلاً عن انتشار حالات الانتحار والاكتئاب والإحباط لدى معظم فئات المجتمع ومنهم الشباب بصفة خاصة بسبب ما تعانيه الدولة من حالة اقتصادية سيئة مشيراً إلى أن آخر الدراسات أكدت أن عدد المرضى النفسيين في مصر يتراوح مابين 7 و 8 ملايين مريض، بما يعادل نسبة 8-10% من المصريين. يذكر أن آخر إحصائية رسمية صدرت عن الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة أكدت أن إجمالي عدد مرضى المترددين على المستشفيات التابعة للأمانة العامة بلغ 17 ألفًا و498 مريضًا، في حين بلغ إجمالي عدد المرضى المترددين على العيادات الخارجية في نفس العام 427 ألفًا و152 مريضًا، ليصل إجمالي المرضى النفسيين سواء مرضى دخول أو مترددون بالعيادات الخارجية، إلى 444 ألفًا و650 مريضًا. وأشارت الدراسة أيضاً أن عدد المترددين على العيادات النفسية، أعلى من العام السابق عليه، والذي بلغ إجمالي عدد مرضى الدخول بالمستشفيات التابعة للأمانة، والمترددين على العيادات الخارجية 385 ألفًا و865 مريضًا، وهو ما يعد أقل السنوات في عدد المرضى النفسيين.