هذا العنوان ليس «سطوا» على عنوان برنامج «25/30) الذى يقدمه الصديق إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة «التحرير»، ولكنه إيحاء منه مع الاحتفاظ بحق «براءة الاختراع» لكاتبنا المتميز، لذا لزم التنويه، فالثابت الآن أن الشعب المصرى صاحب «العبقرية التاريخية» يفاجئ الجميع بين آن وآخر، ولا يثق إلا فى المخلصين، فيستمع إليهم، ويعتبرهم هم الصادقين لأنهم يحترمون إرادته ويعززون من ثقة الشعب فى نفسه، وعندما يتحدثون عنه يعلنون بصراحة أنه «المعلم» لأنه صاحب الحضارة والخلود التاريخى، ومن مفاجآت الشعب المصرى ما قام به بعد صبر طويل من تحرك تلقائى تطور إلى ثورة فى 25 يناير، 28 يناير 2011م، وسارت فى طريقها وتفاعلاتها، ومن أسف أنها ابتعدت عنه بمعنى أن من تولى شؤون الثورة انحرف بها عن مقاصدها الحقيقية، فظل يراقب ويتابع صابرا وكله ثقة فى احتمالات تصحيح المسار.. إلا أنه بعد أن تأكد من خطف الثورة، فقد أعد العدة وجيّش الإرادة من أجل تحرير ثورته من خاطفيها، وهم الإخوان وأنصارهم المتأسلمون، الأمر الذى تجسد فى ثورة 30 يونيو.. وقد راهنت على ذلك الفعل الشعبى والعودة إلى المربع الأول مرة أخرى، وطالبت بالاستدعاء السياسى للجيش المصرى لحماية الإرادة الشعبية. وقد حدث ما توقعته بحمد الله. كما راهنت على الخروج الكبير للشعب المصرى بالملايين فى 30 يونيو، وحدث، وأن جماعة الإخوان وحكم المرشد وإزالة الرئيس مرسى وعزله خلال 48 ساعة، وحدث بحمد الله، وصدقت توقعاتنا التى استندت إلى الثقة الكاملة فى الإرادة الشعبية، التى تتبلور وتتجسد فى سياق التفاعلات الحادثة، حيث يرفض هذا الشعب أن «يستغلفله» أحد، ومن يحاول ذلك فإن رد الفعل يكون شديدا وقاسيا رغم طيبة وسماحة وسلام هذا الشعب.. وعلى مدار الأشهر الستة الماضية، الشعب يراقب ويتابع ويجسد إرادته بين حين وآخر، حينما ذهب إلى منح ثقته وتفويضه للجيش والفريق السيسى والأمن لمجابهة الإرهاب فى 26 يوليو، وحينما أصر على عدم التصالح مع الإخوان المجرمين ومارس ضغوطه على الحكومة لاعتبار هذه الجماعة إرهابية وتحقق له ما أراد، حتى إنه اعتبر أن كل من ينادى بالمصالحة من جماعات الطابور الخامس خصوصا فى الحكومة. والسؤال: هل لا يزال الشعب يقظا؟! وبالتالى هل الشعب متذكر أن عليه حماية ثورته فى 30 يونيو وهى الامتداد الطبيعى لثورة 25 يناير؟! والتقدير عندى أن السؤالين ساذجان من الأصل، لأن الشعب لا يزال يقظا وسيظل، وأن من قام بهذه الثورة عليه حمايتها بكل السبل، وهو أمر حتمى.. فكيف سيتجسد ذلك فى الواقع العملى. يدرك هذا الشعب العبقرى أن قرار دستور بلاده هو الخطوة الكبرى الأولى لحماية ثورتيه (25/30)، وبالتالى فعليه أن يذهب بالملايين إلى صناديق الاستفتاء ليتجاوز ما حدث فى استفتاء دستور الإخوان، الذى أعدوه ب«ليل» ومن وراء ظهر الشعب!! فإذا كان حضور الشعب بنسبة 32٫8٪ (17 مليون) فى دستورهم، فإنه سيخرج بالضعف على الأقل 70٪، بما يعادل 35 مليونا للاستمرار فى إعطاء الدروس وتأكيد الإرادة الشعبية الحقيقية.. وإذا كان (10٫5) مليون ناخب قد قالوا «نعم» لدستور العار، فإن ضعف هذا العدد يتوجب أن يقول «نعم» لدستور الثورة، أى أن أكثر من 25 مليون. وبالتالى فإن التوقع والثقة فى هذا الشعب تذهب بنا إلى أن 70٪ على الأقل من الناخبين سيذهبون إلى صناديق الاستفتاء على الأقل (35 مليون)، وأن 80٪ من هذا العدد سيقول «نعم» (أكثر من 25 مليونا)، لتتأكد حقيقة الثورتين وخروج الملايين لتفجيرهما، وحتمية خروج الملايين لحمايتهما.. ونحن على مسافة ساعات من بدء التصويت الشعبى، وبإذن الله ستصدق توقعاتنا، لأنها قراءة مستوحاة من كيمياء هذا الشعب العظيم، وإنا لمنتظرون.. والثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله. ولا يزال الحوار متصلا.