ذكرت افتتاحية جريدة الخليج الاماراتية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن مصر بدأت أمس الخطوة الأولى على طريق إقامة مؤسسات ثورة 30 يونيو، وقام المصريون في الخارج بواجبهم الوطني في التصويت على الدستور الجديد لتأكيد تأييدهم للثورة واحتضانها، باعتبار أنها تحمل همومهم وتطلعاتهم، بعد أن خلصتهم من حكم «الإخوان» الذي سعى إلى تدمير مقومات مصر، وتبديد أهداف ثورة 25 يناير والتي جاءت ثورة 30 يونيو لتصحيح مسارها وإعادتها إلى الطريق الذي اختاره الشعب المصري بملايينه، ونزل إلى الساحات يرفض حكم الاستبداد والفساد والارتهان للأجنبي، والذي تخلى عن الدور التاريخي الريادي الذي لعبته مصر . واضافت «الشعب المصري أمام اختبار حقيقي يؤكد فيه جدارته بثورته، وبخارطة الطريق التي تضع مصر على طريق الحرية والديمقراطية والعدالة وتنهي عقوداً من الاستبداد، وتضع حداً لأحلام من حاولوا تزوير تاريخ مصر وربطها بأفكار ظلامية ومشاريع مشبوهة» . واستطردت «أجل، شعب مصر أمام اختبار التصدي للإخوان ومن يدور في فلكهم من دول وأحزاب ومنظمات ورجال دين يدعون لمقاطعة الاستفتاء وإعاقة مسيرة الثورة، والتخريب على خارطة الطريق التي ترسم ملامح المستقبل، وتعيد لمصر زهوها ودورها وقرارها، وتفتح أمام الأجيال المقبلة آفاقاً رحبة بعد أن تم سدها بالعنف والقهر والاستبداد والفساد» . ولفتت، إن نتيجة الاستفتاء على الدستور يجب أن تكون على مستوى التحدي، ويتم من خلالها الرد على دعوات وفتاوى الفتنة والمحاولات التي يبذلها فلول الإخوان لإدخال مصر في أتون العنف والدم، انتقاماً من الشعب المصري الذي رفضهم وطوى صفحتهم إلى الأبد، كتابة تاريخ مصر الجديد تبدأ مع الاستفتاء على الدستور، وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد وبرلمان جديد، وبذلك يتم استكمال بناء المؤسسات الدستورية، لإطلاق عجلة العمل والتنمية، والتفرغ لعملية البناء والتعويض عما فات من سنوات القحط والجفاف السياسي والاقتصادي والإنمائي . وذكرت تحت عنوان «كلمة الخليج.. إلى الأشقاء في قطر»، يقلقنا تفاقم الأزمة بين مصر وقطر، وانفجار المكبوت، على شاشات الفضائيات والإعلام المقروء والرقمي، يحزننا أن تواصل الشقيقة قطر احتضانها عناصر التأزيم، وأدوات التأزيم، وفائضاً من الكراهية والفوضى الموجهة إلى إرادة المصريين وعرقلة نهوضهم من كبوة، سقط فيها جواد ربيعهم الأصيل» . «يؤسفنا تدهور العلاقات بين الأشقاء، وانقطاع الحوار والتفاهم، وغياب التفكير العقلاني، وحضور التفكير الانفعالي». وفي الحالة المصرية - القطرية، فإن تداعيات الأزمة ستصيب منظومة مجلس التعاون الخليجي، لذلك فإنه من المصلحة الوطنية الخليجية والقومية في آن، محاصرة هذه الأزمة، والتعامل معها . حسناً ما فعلته دول خليجية مؤثرة، حينما رأت ضرورة إعطاء الشقيقة قطر، الوقت الكافي لاستقرار رؤيتها الجديدة للأحداث، وتوفير «هبوط ناعم» لها، على أرض ملائمة، ومن غير ضجيج . أشقاء وأصدقاء كثر للشقيقة قطر، استجابوا لتلميحات من العهد الجديد، حول نيته تعديل المسار، ولملمة «أوراق» تناثرت على مساحات كثيرة بأكثر مما تحتمل قطر، وعقلنة سياسات انزلقت وراء سراب «ربيع» ملتبس، وانخرطت فيه أكثر مما يجب . لكن، من أسف، يبدو أن هناك مَن يراهن على تغذية «فوضى» الإخوان، ودعم عنف الشارع المناصر لهذا التنظيم الإرهابي، وهناك مَن يصر على التجديف ضد إرادة شعبية عارمة، ويحلم واهماً بإعادتها إلى القمقم «الإخواني». الشعب المصري العظيم هو الذي أخرج تنظيم الإخوان من القصر - السلطة، وعنف الإخوان هو الذي أخرج هذا التنظيم من السياسة . ولا تستطيع أية قوة إعلامية أو مالية أن تعيد هذه الجماعة، لا إلى القصر، ولا إلى السياسة . كان من المأمول، ومن المصلحة العربية الخليجية والقومية، حماية الحلم المصري الذي لاح قبل ثلاث سنوات، وهو الحلم الذي سطا عليه تنظيم الإخوان، ومسخه تشويهاً وتصغيراً . يستطيع الأشقاء في قطر، والقيادات في منظومة مجلس التعاون، امتصاص هذه الأزمة المصرية القطرية، قبل أن تتحول إلى مرارات تصعب مداواتها، إنْ على مستوى التفاعلات بين دول مجلس التعاون، أو على مستوى تداعيات الاستخدام المتبادل بين الشقيقة قطر وتنظيم جماعة الإخوان . واختتمت «القلق كبير، والاستدراك ممكن».