من التاسعة حتى الخامسة مفتوحًا على مصراعيه أمام كل باحث عن المغامرة والمعرفة، أسماك أشكال وألوان عصور بيولوجية وعوالم دفينة داخل الأعماق منها الحي ومنها المحنط، لن تجد الأسماك فقط لكن النباتات البحرية والطيور والأسفنج والأعشاب، عالم مواز للأرض بألوانه وأشكال باب علم مفتوح، أعلن عن إنشائه كمتحف ومعرض الأحياء المائية المحنطة منذ 1930 ليكون تابع للمعهد القومي لعلوم البحر والمصايد بجوار قلعة قايتباي، لكن الستار رفع عنه بشكل كامل في 1966ميلاديا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أبرز ما يجذب الحضور للوهلات الأولى ضمن المعروضات هيكل لسمكة عروس البحر حيث الأساطير الطويلة عنها وعن جسدها النصف بشري والنصف الأخر ذيل سمكة، ليس ذلك فحسب فتوجد الطيور البحرية والنبتات والأسفنج، وهياكل عظيمة للحيتان وأسماك القرش ويصل طول هيكل الحوت الصغير إلي 17 متر علي الرغم من أن عمر الحوت يقدر بعام وشهرين.
كما يشمل المتحف العديد من المجسمات التي تمثل أعماق البحر خاصة البحرين الأبيض المتوسط والأحمر بما فيهما من شعاب مرجانية وكائنات بحرية إضافة إلي مجموعة من الحفريات البحرية التي ترجع إلي ملايين السنين البيولوجية، ليس ذلك فحسب فتضم جدران المتحف وأركانه على محفوظات لأسفنج بأنواعه المختلفة واللؤلؤ والقواقع النادرة، والسلحفاة المائية من فصائل يقل تواجدها ليس في مصر فقط لكن العالم أجمع. ومن بين الأجسام المحنطة الأكثر حداثة في الإنضمام للمتحف، نموذج محنط لسمكة الشمس النادرة وهي تشبه قرص الشمس ويصل وزنها إلي 1000 كيلو جرام تقريبًا وتم ضمها في نهاية 2004، ويشمل المتحف على نماذج لأسماك القرش والراي اللاسع والباراكودا بالاضافة لنماذج البجع والبلشون الرمادي وغراب البحر و مجموعة من الأسماك الغضروفية مثل الحداية” والوطواط والترسة، وما يميز المتحف أيضًا باحتواءه على كائنات بحرية ليس أسمالك فقط محنطة لكن بحجام مقاربة للحجم الأصلي لها في الواقع وبعض النماذج الحية، ولوحات دلالية بجوار كل نموذج. كما يضم المعهد عدة معامل ومكتبة وأحواض سمك ونباتات البحار والمياة العذبة، يجاورها نماذج من أقدم الأجهزة العلمية التي استخدمت لاستكشاف عالم البحار، حيث جهاز قياس زاوية المياه، جهاز قياس رطوبة الجو، جهاز قياس سرعة الرياح، جهاز كلاري لجمع العينات، بوصلة كبيرة. ويشرح المتحف طريقة التحنيط الرسمية المتبعة به كالأتي: " تبدأ بتجهيز السمكة وغيرها من الكائنات البحرية، وتصويرها للاحتفاظ بألوانها الأصلية ثم يتم تنظيفها وفرد زعانفها استعدادا لعمل قالب من الجبس لها ثم تفتح السمكة من أحد جانبيها لفصل الجلد عن الجسم، واستخراج اللحم والأشلاء من داخلها بما فيها العيون، والمخ، حتى لا تفسد بعد التحنيط. ويتبع "وبعد ذلك يتم فرد جلد السمكة علي القالب السابق للتحكم في عودتها إلي هيئتها الطبيعية بكامل مقاسها، ثم يتم عمل معالجة لجلد السمكة كيميائيا من الداخل بوضع عجينة تحنط علي جلد وأماكن الزعانف والرأس ثم يتم حشو السمكة سواء بالجبس أو القش أو بالفم حسب نوع السمكة وحجمها، لإعادتها إلي هيئتها التي كانت عليها قبل الفتح". "وبعدها يتم قفل مكان الفتح بالخياطة، ويعالج بالشمع بعدها ترفع السمكة من القالب ثم تترك لتجف في مدة أقل من أسبوعين، وأقصاها شهرين، وتجري عملية ترميم للسمكة بعد الجفاف لمعالجة الأماكن الخالية بالعجينة، ثم مرحلة فرد الزعانف بالكرتون حتى تجف مع السمكة والمحافظة علي شكلها العام مفروداً، ثم يتم عمل عيون للسمكة من البلاستيك الشفاف وتلوينه ثم يعاد تلوين السمكة بعد موت الخلايا لإعادتها لألوانها الطبيعية وبعدها يتم عرضها للزوار".