اجتماع مُغلَق بين روسياوالصين وأمريكا لبحث التخلُّص من الكيماوى دون فوضى بدت روسيا أمس الخميس عازمة على أن لا ينفرد الغرب، بخاصة الولاياتالمتحدة، بمسألة نقل ترسانة السلاح الكيماوى خارج سوريا، إذ أعلن مدير دائرة الأمن ونزع السلاح فى وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أن اجتماعًا مغلقًا سيعقد الجمعة بين بلاده والصينوالولاياتالمتحدة ومنظمة حظر الكيماوى، لمناقشة ملفات فنية تتعلق بنقل السلاح الكيماوى إلى خارج الأراضى السورية كى لا تحدث فوضى. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن أوليانوف استعداد موسكو وبكين لتأمين عملية تحميل المواد الكيماوية فى السفن، مؤكدًا أن مسألة إرسال بعثة أمنية نوقشت مع سوريا، وتم إبلاغ الأمين العامّ للأمم المتحدة بان كى مون بذلك. وأشار أوليانوف إلى أنه سيكون ضمن الوفد الروسى إلى جانب نائب قائد قوات الدفاع الإشعاعى والكيماوى والبيولوجى، وممثلى هيئة الأركان العامة، كما أن من المتوقع أن يشارك فى الاجتماع قادة عسكريون من الصينوالولاياتالمتحدة، وممثلون عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن سوريا. فى هذه الأثناء قالت المعارضة السورية إن النظام أخلّ باتفاق كان يقضى بالسماح بإدخال المواد الغذائية إلى بلدة معضمية الشام، مقابل رفع السكان للعلم السورى، لكن فصائل المعارضة المعتدلة تظل مهمومة بهاجس الجماعات الإسلامية المتطرفة، المشغولة فقط بتنفيذ أجنداتها الخاصة. وأكد رئيس الحكومة التى شكلتها المعارضة السورية، أحمد طعمة، أن تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» المعروف اختصارا ب«داعش» لا يمكن أن يحكم سوريا. ويعانى عديد من المناطق التى تخضع لسيطرة مقاتلى «داعش»، المرتبطة ب«القاعدة»، تجاوزات هذه الحركة وقيامها بإعدامات ميدانية وفرض عقوبات كالجَلد فى الساحات العامة، مما دفع عديدًا من أهالى هذه المناطق بالخروج بمظاهرات ضدها. وفى الوقت الذى يعانى فيه آلاف المدنيين فى سوريا الجوع والبرد، فى ظل اشتداد المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلى المعارضة، بدت داعش منعزلة تماما عن الواقع على الأرض، عندما وزعت بيانا فى مدينة حلب، يقضى «بمنع الاختلاط فى المدارس بجميع المراحل الدراسية». وقالت «داعش» فى البيان الذى تناقلته صفحات التواصل الاجتماعى إن «الدولة الإسلامية فى العراق والشام، تمنع منعًا باتًّا، الاختلاط فى المدارس عموما بجميع المراحل، سواء بين الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، حتى لو اضطرَّنا الأمر إلى استخدام القوة لتطبيقه»، دون أن يبيِّن حجم العقوبة المفروضة إزاء ذلك. وحذر البيان «كل من تسول له نفسه ولا سيما من مسؤولى المدارس، من الاستمرار فى العبث بأعراض المسلمين»، على حد تعبيره، مؤكدا «أهمية الالتزام بالحجاب الشرعى للطالبات والمعلمات بعامة». كانت مجموعة من الفصائل الإسلامية المعارضة اتهمت، يوم الأحد، فى بيان لها تصرفات داعش بإدخال «الفتن والشرور إلى البلاد، والانشغال بتوسيع رقعة دولتها بدلًا من محاربة النظام»، مطالبةً مقاتلى «داعش» ب«تركها ما بقيت هذه الأخطاء»، داعيةً إلى وقف إمدادها بالمال.