صدر مؤخرًا عن دار المقاصد كتاب بعنوان "المآذن العالية.. رجال من ذهب" للناقد الأدبي الأستاذ الدكتور حلمي محمد القاعود. يتحدث المؤلف عن مجموعة فذة من الشخصيات في العصر الحديث وأبرزهم مصطفى صادق الرافعي، محمد رشيد رضا، عبد العزيز جاويش، علي الغاياتي، محمد فريد وجدي، خالد محمد خالد، الطاهر أحمد مكي وغيرهم من القامات الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية بهدف الحفاظ على الهوية الإسلامية. وتقدم صفحات الكتاب بحسب المؤلف مجموعة من الرجال الذين يعتز بهم الإسلام في العصر الحديث وفي كل عصر، لأنهم بعثوا الإسلام من جديد، وجلوا مفاهيمه وقيمه، وحركوا الأمة نحو تحقيق مقاصده وغاياته، وتحملوا في سبيل ذلك مشقات ومكابدات يحتسبونها عند خالقهم جل وعلا. ويؤكد المؤلف في كتابه أن الأجهزة الثقافية في البلاد العربية اهتمت بتقديم نماذج لم يكن الإسلام في حسبانهم مطلقًا، ولا مقاصده في وجدانهم، ولا غاياته في تقديراتهم، بل كان بعضهم حربًا عوانًا على الإسلام والمسلمين جميعًا، تنفيذًا لمخططات شيطانية، تستهدف ديننا الحنيف وأهله، ومن وراء ذلك الثروات والأسواق والأرض وما عليها. ويشدد المؤلف على أنه من الضروري أن يتم تقديم المآذن العالية أو الرجال الذهبيين للأجيال الجديدة، ليعلموا أن آباءهم يملكون قدرات من الوعي والعلم والجهاد تقودهم إلى الطريق السوي، نهوضًا وتقدمًا وإعزازًا للدين الحنيف، وتمنى المؤلف تقديم مجموعات أخرى من أعلام النهضة الحديثة والمعاصرة، وإضاءة جوانب مهمة في مجال الجهاد العلمي والمعرفي والإنساني الذي قاموا به.