تراكمت رمال الشاطىء على أرضيته، ناهيك عن أعمدة الإنارة التي لم يبق منها سوى قواعدها بعد سرقتها، وألسنة البحر التى اقتُلعت أرضياتها وسرقت مقاعدها الرخام، هذا هو حال كورنيش العريش الذي تحول من مزار سياحي يقصده المصطافين وأهل المدينة في فصل الصيف إلى وكر لتعاطي المخدرات، واللقاءات الغرامية، ومأوى للطلاب الهاربين من مدارسهم. يبلغ طول كورنيش العريش نحو 12 كيلو مترا يبدأ من منطقة غرناطة في شرق المدينة وحتى منطقة المساعيد غربًا، ويعتبر واجهة مدينة العريش السياحية الأولى بسبب موقعه المتميز الذي يقع على شاطىء البحر مباشرةً. يقول محمد خالد، أحد قاطني منطقة ساحل البحر، إن الوضع تدهور تمامًا على كورنيش المدينة ولم يعد مزارًا سياحيًا، ولكنه أصبح مأوى لمتعاطي المخدرات الذين يعتبرونه مكانا آمن بعيدًا عن صخب المدينة. قبل الظهر بقليل وحتى ساعات متأخرة من الليل تجد مجموعات شبابية إما على شاطىء البحر أو على الكورنيش وتشاهد دخان المخدرات يتصاعد بكثافة بين الحين والآخر. ويضيف الرجل الخمسينى، أن الكورنيش "لارابط ولا ظابط، كل واحد بيعمل عليه اللي هو عايزه"، لافتًا إلى أنه قبل الثورة كانت هناك دوريات على مدار اليوم من قبل قوات حرس الحدود تجوب منطقة الشاطىء ذهابًا وإيابًا ولكنها توقفت عقب ثورة 25 يناير 2011. وأوضح أنه رغم أن وزارة السياحة رصدت مبلغ مليوني و100 ألف جنيه لتطوير ممشى كورنيش العريش، ورفع كفاءة شبكة الكهرباء به، وذلك فى عام 2014 ولكن حال الكورنيش اليوم بات سيئا للغايية، فهناك مناطق كاملة لا يوجد بها أعمدة إنارة وفى الليل تكون مظلمة تمامًا، فضلًا عن وجود مساحات من الممشى لايوجد بها بلاط للأرضيات. ويشير سامح منصور، أحد ساكنى منطقة آل ياسر، على ساحل بحر العريش، إلى أنه فى عام 2013 قام جامعو الخردة بسرقة أعداد كبيرة من أعمدة الإنارة التابعة للكورنيش بشكل واضح فى ساعات النهار، فضلا عن سرقة ألواح الرخام التي صممت كمقاعد على ألسنة البحر واقتلاع البلاط السداسي من الأرضيات. ويضيف الشاب الثلاثينى، أن الكورنيش أصبح مكانا آمنا للقاءات الغرامية خاصة ألسنة البحر البعيدة عن ممشى الكورنيش، فضلًا عن تواجد أعداد كبيرة من طلاب المدارس الهاربين من مدارسهم في ساعات الظهيرة من كل يوم. ويستنكر منصور، وجود كافيتريات على ممشى الكورنيش تقدم الشيشة للطلاب الهاربين في ساعات النهار دون أدنى مسؤولية من ضميرهم أو رقابة من إدارة الكورنيش، خاصة أن تلك الكافيتريات تقع بالقرب من إدارة منطقة الساحل في منطقة قويدر على كورنيش العريش. ويوضح أن قوات الأمن تنظم حملات أمنية بين الحين والآخر على كورنيش العريش وتقوم بفحص هويات المرتادين وتنفذ عمليات تفتيش دقيقة للكافتريات المتواجدة بطول الكورنيش لكن هذا وحده لا يكفي. وطالب بإعادة دوريات حرس الحدود مرة أخرى بطول الشاطىء وتكوين دوريات من مجلس المدينة أو الشباب والرياضة تجوب منطقة الكورنيش على مدار الساعة للحد من التصرفات السيئة التي انتشرت بشكل كبير على طول ساحل مدينة العريش في ظل تدهور الحالة الأمنية.