قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الخارجية المصرية أوفدته قبل حرب 1967 إلى بعثة مصر بالأمم المتحدة، وكان يحمل مستندات تدعم وجهة النظر المصرية، وكان شاهدًا على ضياع فرصة تاريخية بذلك الوقت. أضاف البرادعي، خلال المقابلة التي أجراها معه الإعلامي خالد الغرابلي، مقدم برنامج «في رواية أخرى»، عبر شاشة «التليفزيون العربي»، إنه شاهد على القنوات الأمريكية خبر تدمير سلاح الطيران المصري، لكن وزير الخارجية محمود رياض قال لرئيس البعثة المصرية السفير محمد عوض القوني إن هذه الأخبار كاذبة وسلاح الطيران لم يُضرب، لذلك رفضت مصر عرض المندوب الأمريكي في يوم 5 يونيو بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه. تابع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق: «رفضنا لأن وزير الخارجية قالنا الأمور عظيمة، واحنا لسه هنطلع بالطيران، ورفضنا لأن عودة الامور إلى ما كانت عليه يعني عودة قوات الطواريء، وإحنا قلنا رافضين قوات الطواريء عشان السيادة المصرية». استكمل أنه «فوجيء بعدها يوم 7 يونيو باتصال من وزير الخارجية يطلب منهم قبول العرض الأمريكي، فلم يصدق أعضاء البعثة وكان منهم وقتها السفير نبيل العربي، حتى أن أحدهم طلب من السفير القوني أن يتصل مرة أخرى بالوزير لأنه من الوارد أن يكون هناك من يقلد صوته ليضللهم، بعدها رحنا للمندوب الأمريكي وقلناله نقبل اللي قلته يوم 5 يونيو قالنا ما معناه كان زمان وجبر». وروى البرادعي موقفًا آخر وصفه بالفرصة الضائعة، وهو أنه بعد الحرب وصدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار دون انسحاب إسرائيل، اجتمعت الجمعية العامة في يوليو وكان هناك مشروع قرار مقدم من 18 دولة، مكون من فقرتين الأولى تنص على الإنسحاب من كامل أراضي 67، والثاني ينص على إنهاء حالة الحرب وحل عادل للقضية الفلسطينية، لكن الدول العربية رفضته وضغطت لإسقاط القرار، حتى سقط لأنه نال أغلبية ضعيفة بحصوله على 57 صوتًا في مقابل 43 دولة رافضة هي الدول العربية وأصدقائها. واصل: «أنا متذكر لسه وإحنا سنة 67 بنسقف إننا اسقطنا هذا القرار، طيب أسقطنا القرار ليه؟ أنا بسأل نفسي النهاردة، مش كان زماننا رجعنا كل الأراضي وأنهينا حالة الحرب، عمرنا ما كان عندنا تقدير سليم ايه قدراتي وبناء عليه أحدد مطالبي وإمكانياتي»، مشيرًا إلى أن الرئيس الجزائري بورقيبة حين أعلن قبوله إقامة دولة فلسطينية بالضفة وغزة لاقى رفضًا واسعًا وتعرض لإلقاء الطماطم عليه.