شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعا ملحوظا خلال الأسابيع الماضية، حتى الأساسية منها عقب تحرير سعر صرف الجنيه المصري الصادر في نوفمبر من العام الماضي. وسط هذا الارتفاع الملحوظ في أسعار الخدمات ومعظم السلع، لا سيما الغذائية، ظل "ملح الطعام"، الانتاج المحلي محتفظا بسعره المتعارف عليه. الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات، أكد أن موقع مصر الجغرافي ميزها بكثرة وجود البحيرات والمنخفضات، التي تغمرها مياه البحر والتى ساعدت فى انتشار وإنشاء الملاحات الشمسية الطبيعية والصناعية على شواطئ هذه البحيرات، نظراً لكونها مساحات تركيز أولية تحوى ملايين الأطنان من الملح. وعن عدم ارتفاع سعره، أرجع عامر، السبب إلى تصنيف الملح ضمن السلع المنتجة محليًا وتعتمد على مخزون مصادر طبيعية مشيراً إلى أن بحيرة "أغورمى" والتي تقع على مساحة 42 ألف فدان، تعتبر من أنقى أنواع الملح فى العالم حيث تصل نسبة كلوريد الصوديوم به إلى ما يزيد على 98.5%، بالإضافة إلى ملاحات "السبيكة" بشمال سيناء، و"المكس" بالإسكندرية. يؤكد أحمد حمدي، مدير إحدى شركات المواد الغذائية، أن سعر الملح شهد استقرارا واضحا، خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن انه لم يشهد ارتفاعا خلال الأسابيع الماضية، بالرغم من ارتفاع باقي أسعار السلع الغذائية، حيث احتفظ بسعره المتعارف عليه، 50 قرش، 250 جرام سعر كيس ملح صغير، وجنيه واحد ل 500 جرام، معلقاً "مافيش بيت بيستغنى عن الملح"، متوقعاً أن يشهد ارتفاعا طفيفا بعد ارتفاع سعر الوقود المستخدم في عمليات النقل والاستخراج. وفي السياق، أكدت نشرات هيئة المساحة الجيولوجية المصرية أن الملح ومسماه العلمي، "كلوريد الصوديوم" موجود بكميات اقتصادية فى مصر بمناطق كثيرة أهمها، "محمية الزرانيق- قرية السادات- السبيكة" بشمال سيناء، ومنطقة "شكشوك بالفيوم، ومنطقة "المكس" بالإسكندرية، بالإضافة إلى بور سعيد ورشيد ودمياط ومرسى مطروح، وتقوم حاليا كل من شركة النصر للملاحات والشركة المصرية للأملاح والمعادن (اميسال) باستخراج وإنتاج الملح من هذه المناطق.
يذكر أن إجمالى إنتاج مصر من ملح الطعام "كلوريد الصوديوم" خلال عام "2006/2007م 671 ألف طن تقربيا، وقد تم إنتاج معظم هذه الكمية من ملاحات "السبيكة" بشمال سيناء، و"المكس" بالإسكندرية، بالإضافة إلى بور سعيد ورشيد ودمياط ومرسى مطروح.