حرص مئات المسيحيين بأسوان، ليوم الخميس، على الاحتفال بنياحة الأنبا هدرا السائح، أشهر القديسين في القرن الخامس الميلادي، وذلك بالدير القديم غرب النيل. تقام الاحتفالات بالتزامن مع حلول شهر كيهك من التقويم القبطي، بمشاركة عدد كبير من الكهنة والقساوسة بمطرانية أسوان ومطرانيات وإيبارشيات الصعيد. ويعرف الدير ب"سمعان"، وهو من الأثار القبطية الباقية بالمحافظة، والمقام بالبر الغربي للنيل على مساحة 6 أفدنة، بارتفاع 5.5 متر، ويضم مبان من حجر الجرانيت والطوب اللبن، ويمثل طرازا فريدا للمعمار القبطي، وله مداخل من ناحية الشرق والغرب، ومقام على جزئين، السفلي كان مخصصا لإقامة الشعائر، والعلوي يمثل قصر خاص بإقامة الرهبان بمختلف درجاتهم. وقديما، كان يستقبل الدير الحجاج المغاربة المتجهين إلى مكة عبر الصحراء الغربية مرورا بمنطقة وادي العلاقي جنوب شرق أسوان ثم سواكن بالسودان ومنها للأراضي المقدسة. وكان الحجاج المغاربة يحرصون على حفر أسمائهم على جدران الدير الداخلية؛ ليمثل ذلك قمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.