الوكالة الأمريكية: مرسى وثق علاقته بالمتطرفين لدعم نظام حكمه.. وفرض قيودًا على الجيش فى شن هجمات ضد المتشددين بسيناء مرسى أصدر 9 قرارات للعفو أفرج بموجبها عن عناصر من الجماعات المسلحة فى تقرير يفضح العلاقة بين الرئيس المعزول ونظامه الفاشى وجماعات الإرهاب، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أمس إن محمد مرسى عمل خلال فترة حكمه على توثيق العلاقات مع الإسلاميين المتطرفين، كما أنه جعلهم داعمًا رئيسيًّا له فى السلطة من خلال إصدار عفو رئاسى عن العشرات من المسلحين المسجونين، وفى المقابل كان يفرض قيودًا على الجيش بشأن شن هجمات ضد الجهاديين فى سيناء، كما أنه سمح للشيوخ المتشددين بنشر خطابهم. الوكالة الأمريكية ذكرت أن العنف من قبل الجماعات المتطرفة تصاعد، منذ الإطاحة بمرسى، مع تزايد حوادث إطلاق النار والتفجيرات والهجمات الانتحارية ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء على غرار تلك التى يقوم بها تنظيم القاعدة. كما أن الهجمات انتقلت خارج حدود سيناء لتصل عمليات الاغتيال إلى القاهرة وأجزاء أخرى من البلاد. «أسوشيتد برس» نقلت عن مسؤولين أمنيين وعسكريين لم يكشفوا عن هويتهم، أنهم يعتقدون أن مرسى هو على الأقل مرتبط بطريقة «غير مباشرة» بأعمال العنف من قبل المتشددين. وأوضح المسؤولون الأمنيون أنهم يحققون فى ما إذا كان الإخوان المسلمون أو مرسى لهم اتصالات مع هذه المجموعات فى أثناء وجودهم فى السلطة، أو دعمهم لتعزيز سيطرتهم على الحكم ضد معارضيهم. نفس تلك المصادر الأمنية والعسكرية ذكرت أيضًا أن الأجهزة الأمنية تعمل حاليًّا على تحليل الاتصالات التى كان يجريها مرسى. وأوضحت أن أجهزة المخابرات كانت تسجل كل اتصالات الرئيس المعزول، خلال السنة التى قضاها فى منصبه. وأنه من بين هؤلاء الذين يتم التحقيق معهم اثنان من كبار مساعدى مرسى، هما عصام الحداد وخالد القزاز، اللذان ما زالا رهن الاحتجاز فى مكان سرى من قبل الجيش. كما لفتت الوكالة الأمريكية إلى أن الرئيس المعزول كان يبنى علاقات أقرب مع المتطرفين، حيث أشارت إلى المظاهرة التى حضرها مرسى لدعم القضية السورية فى استاد القاهرة يوم 15 يونيو، وظهر بجانب بعض الشيوخ المتشددين الذين وصفوا المسلمين الشيعة ومعارضى الرئيس بال«الكفار». وتابعت الوكالة القول إن «تحالف الإخوان المسلمين مع الجهاديين لمواجهة النظام الحالى يعتبر خطوة خطيرة بالنسبة إلى الجماعة التى أعلنت نبذ العنف فى السبعينيات، وأصبحت تعرف نفسها كجماعة معتدلة»، وذكرت أن حاجة مرسى إلى حلفاء من المتشددين كانت للضغط، حيث إنه فى أثناء فترة حكمه لم يتمكن من كسب ولاء الجيش، والشرطة، والإعلام، والقضاء، كما أن احتجاجات شعبية خرجت ضده. فى السياق ذاته نقلت الوكالة عن مسؤولين أمنيين كذلك أنهم يحققون فى ما إذا كان مرسى والإخوان توصلوا إلى اتفاق مع المسلحين لتصعيد العنف ردًّا على الإطاحة به، وهو مطلب تردد فى كثير من الأحيان من قبل المعارضين للجماعة. وذكروا أن التحقيقات تبحث فى قرارات العفو التى أصدرها مرسى للمسلحين. وأشارت إلى أن المجلس العسكرى الذى تولى شؤون البلاد بعد الإطاحة بحسنى مبارك أفرج عن مجموعة من المتشددين، بما فى ذلك القيادى فى تنظيم القاعدة محمد الظواهرى، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى. إلا أن قرارات العفو الرئاسى تزايدت بعد تولى مرسى منصبه، حيث إنه أصدر تسعة قرارات بالإفراج عن حوالى 2000 شخص. فى السياق ذاته أشارت الوكالة إلى أن من بين هؤلاء متشددون أدينوا أو يشتبه فى مشاركتهم فى أعمال العنف ضد حكومة مبارك فى الثمانينيات والتسعينيات ومحاولة اغتيال مبارك فى إثيوبيا. كما اشتملت قرارات العفو على عدد من قيادات جماعة الإخوان الذين أدينوا غيابيًّا. وقال المسؤولون الأمنيون، إن وزير الداخلية محمد إبراهيم قد عارض فى ذلك الوقت هذه القرارات التى لم تكن صادرة من أجهزة المخابرات كما هو المعتاد. وأضافوا أن لجنة من مسؤولى الدفاع والأمن تقوم بدراسة هذه القرارات لتحديد ما إذا كان ينبغى إعادة اعتقال بعض الذين أطلق سراحهم.