«الصناعة» تبريء «هاينز» قبل انتهاء التحقيقات.. ومهران: الصحة أكدت وجود «حشرات»

مقدم البلاغ: المستندات والمحاضر أكدت فساد الطماطم ومخاوف من التلاعب في القضية
على الرغم من أن التحقيقات ماتزال سارية في قضية فساد منتجات شركة القاهرة للصناعات الغذائية (هاينز)"، وعدم مراعاتها لشروط السلامة والصحة العالمية ما يعريض حياة المواطنين للخطر، إلا أن مصلحة الرقابة الصناعية التابعة لوزارة الصناعة دخلت على خط القضية، وأصدرت تقريرا، اليوم الأحد، تبريء فيه الشركة، ويفيد بأن منتجات «هاينز» مطابقة للمواصفات القياسية، وذلك في استباق لنتائج التحقيقات الجارية ومحاولة على ما يبدوا لانقاذها من المسائلة.
البراءة السريعة
تضمن تقرير مصلحة الرقابة الصناعية، أن نتائج العينات التى تم سحبها من خطوط الإنتاج لشركة "هاينز" مطابقة للمواصفات القياسية، وكذلك عدم وجود مخالفات تشوب العملية الإنتاجية، خاصة ما يتعلق بالالتزام بمعايير واشتراطات الصحة والسلامة حفاظًا على صحة وسلامة المستهلك المصرى.
وأشار التقرير إلى أنه فى إطار زيارة سابقة للهيئة لمصنع "هاينز"، تبين وجود بعض الملاحظات الإدارية المتعلقة بالتعامل مع مرتجعات المنتج النهائى من السوق، وكذلك التأكد من وضع اللاصق الخاص بتاريخ الإنتاج على عبوات المنتج النهائى، وتم اتخاذ قرارات فورية للتعامل مع هذه الملاحظات، كما تأكد مفتشو الرقابة الصناعية خلال زيارتهم الأخيرة من التزام مسئولى المصنع بتلافى الملاحظات التى وردت بتقرير سابق، كما تم التأكد من وجود تحسن ملحوظ فى طرق التخزين من الناحية التنظيمية وتوافر الاشتراطات الصحية اللازمة.
الشركة ملتزمة
أكد إبراهيم المناسترلى، رئيس مصلحة الرقابة الصناعية، في التقرير حرص المصلحة على متابعة مدى التزام المصانع، وبصفة خاصة المصانع الغذائية، بتطبيق أعلى المعايير والمواصفات القياسية التى من شأنها توفير منتجات غذائية صحية وآمنة داخل السوق المصرية، مشددًا على عدم التهاون مع أى مصنع يخالف تطبيق تلك المعايير والمواصفات.
وأشار "المناسترلي" إلى انتهاج المصلحة فكرًا جديدًا لأسلوب الرقابة يقوم على خلق إطار من المشاركة الفعالة مع قطاع المصنعين بما يحقق الجدية فى تطبيق نظم ومعايير المواصفات والجودة للوصول بالمنتج المصرى إلى أعلى مستويات الجودة.
«التحرير» بدروها حاولت التواصل مع رئيس مصلحة الرقابة الصناعية الكميائي إبراهيم المنسترلي، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وذلك من أجل السؤال عن سبب "التأخير" في الإعلان عن الزيارة الأولى للمصنع وعن موعدها كما هو موضح في البيان، الصادر اليوم الأحد.
حيث تم رصد خلال هذه الزيارة مخالفات" إدارية" فقط، بالإضافة إلى التأخير في إصدار البيان متضمناً للزيارة الثانية اليوم، وذلك على الرغم من أن القضية مثارة منذ كثر من 10 أيام، وهو توقيت يكفي لإخفاء وتعديل أي شىء، ولاسيما وإن كان متعلقاً بالغذاء؟.
الطماطم فاسدة
في السياق ذاته، عقب الدكتور أحمد مهران، رئيس مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، مقدم البلاغ رقم 15138 سنة 2016 والذي يتهم شركة القاهرة للصناعات الغذائية (هاينز)"، بالفساد وعدم مراعاة شروط السلامة والصحة العالمية، وتعريض حياة المواطنين للخطر، على التقير أن شركة هاينز تعمل بدون ترخيص، والعمال لا يحملون شهادات صحية ومفتشي الصحة أكدوا أن معجون الطماطم المضبوطة لونه تغير و يفتقد الخواص الطبيعية وبه حشرات حية و ميتة.
وأضاف الدكتور "مهران" ل« التحرير» أن ما أعلنته وزارة الصناعة من مطابقة شركة هاينز للمواصفات ومعايير الجودة لا يؤثر على صحة وسير التحقيقات الجارية والثابتة بأدلة مادية تم تقديمها للنيابة العامة.
وأوضح رئيس مركز القاهرة أن مقاييس جودة التصنيع تختلف كليا عن مقاييس السلامة والصحة وفقا لما تسفر عنه نتائج تحاليل معامل وزارة الصحة، لافتا أنه ربما تكون آليات التصنيع وجودة التنفيذ مطابقة للمواصفات، ولكن المنتج ضار بسلامة المواطن وصحة المستهلكين.
وتابع: «مازلنا في انتظار تحقيقات النيابة العامة، لدينا من أدلة مادية ما تؤكد ما أذيع وما نشر من حقائق من داخل المصنع، فضلا عن أن المعاينة المبدئية لمفتشي الصحة للمصنع أكدو في بياناتهم عدم صلاحية المضبوطات للاستهلاك الآدمي لتغيير لونها الطبيعي ولوجود حشرات حية وميتة داخل معجون الطماطم المضبوط داخل مخازن هاينز».
تلاعب
أشار مقدم البلاغ أيضا إلى أنه من الممكن تغيير (تلاعب) في معالم الجريمة فيما يتعلق باستبدال الطماطم المستخدمة في الإنتاج أو تسريح العمالة الموجودة، أو إعادة هيكلة عملية الإنتاج وتغيير شركة الأمن وتشديد الرقابة ، وتغيير شركة النظافة، وتصحيح أوضاع الشركة باالكامل، إلا أنه وفقا لمباحث التموين هناك حقائق لايمكن تغييرها وهي وجود 16 عاملا كانوا متواجدين بالعمل داخل شركة هاينز ليس لديهم شهادات صحية، بالإضافة إلى أن الشركة تعمل بدون ترخيص من الجهات الحكومية والرقابية لمدة عام ، مؤكدا أنها حقائق لايمكن تغييرها.
وأكد مهران أنهم مستمرون في القضية دفاعا عن صحة وسلامة المواطنين، واتباعا لتعليمات رئيس الدولة بضرورة مكافحة الفساد والحفاظ على مقدارت البلاد وعلى سمعة منتجاتها الوطنية بما يساعم في زيادة الإستثمار وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
هاينز: الفيديوهات «مفبركة»
كانت شركة هاينز بادرت في 7 ديسمبر الماضي ، بإصدار بيان توضيحي عن الأزمة المثارة لتصنيعا موادا غذائية فاسدة، ادعت أنها «مفبركة»، وقالت إن ما أثير مؤخرا بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، حول قيام أحد مصانعها بتصنيع صلصة وكاتشب غير مطابقين للمواصفات، مؤكدة أن الادعاء بأن هذه اللقطات من داخل مصنع تابع ل"هاينز" غير صحيح.
وأكدت الشركة فى بيانها أن الفيديوهات التى بُثّت لطماطم فاسدة، تضمنت إذاعة بعض اللقطات من مصنع "هاينز"، مع بعض المشاهد من مصانع أخرى لا تنتمى للشركة، إذ تم دمج المشاهد والتركيز على الطماطم السيئة لإظهارها كما لو كانت فى مصنع "هاينز"، ولكنها فيديوهات مفبركة، حسب البيان.