أعلنت وزارة الداخلية التونسية، السبت، اعتقال امرأة "يشتبه في تورطها" في اغتيال المخترع ومهندس الطيران التونسي محمد الزواري "49 عامًا"، العضو بكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على يد مسلحين مجهولين بمدينة صفاقس أمس الأول الخميس، وذلك بعد يوم من الإعلان عن توقيف خمسة أشخاص. وقالت الداخلية - في بيان نشرته وكالة "تونس إفريقيا" - إنَّ الوحدات الأمنيّة تمكَّنت ليلة أمس الجمعة من الاحتفاظ بإحدى المواطنات التونسيّات، التي يُشتبه في ضلوعها في جريمة قتل المواطن التونسي محمد الزواري. وأضافت أنَّ "السيدة" التي لم تحدد هويتها، كانت قد وصلت ليلة أمس إلى مطار تونسقرطاج قادمة من إحدى الدول الأوروبية، بعد أن تمكَّنت الشرطة من استدراجها وإقناعها بالعودة إلى تونس لمواصلة التحقيق. وأشارت إلى أنَّ التحقيق لا يزال متواصلًا للكشف عن مزيد من تفاصيل وملابسات القضية. يأتي هذا فيما اتهمت كتائب القسام - بشكل رسمي وصريح - الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء اغتيال الزواري، مؤكِّدةً أنَّه من صفوف قادة تصنيع طائرات الأبابيل. وأمس، أعلنت وزارة الدّاخليّة توقيف خمسة أشخاص "يشتبه في تورطهم" في اغتيال الزواري، مع حجز أربع سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة، ومسدسين وكاتمي صوت استعملا في العملية، بالإضافة إلى هواتف جوالة وعدد من الأغراض الأخرى ذات الصلة بالجريمة. في سياق متصل، اتهم الحزب الجمهوري في بيان أصدره اليوم، أجهزة استخبارات بتنفيذ عملية الاغتيال قائلًا: "طريقة تنفيذ عملية اغتيال المهندس المخترع محمد الزواري، تشير إلى مشاركة أجانب في التخطيط والتنفيذ، وإلى احتمال تورط أجهزاستخبارات في تصفيته، تنفيذًا لأجندة لا زالت غير واضحة". واغتيل الزواري، وهو رئيس جمعية الطيران في الجنوب والتي كانت تعمل على تدريب الشباب التونسي على تصنيع طائرات بدون طيار، بإطلاق ثلاث طلقات نارية على مباشرة رأسه، كما أنه أطلق خمس طلقات أخرى لتأكيد وفاته. وتلقى الزواري في السنوات الأخيرة سلسلة اتصالات تهدد باغتياله على خلفية نشاطه في صناعة الطائرات بدون طيار إلى جانب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وهو ما يضع فرضية اغتيال من أطراف خارجية على المحك. وعلى خلفية اغتيال الزواري، قدم المدير العام للأمن الوطني التونسي عبد الرحمن بلحاج استقالته من منصبه.