مازالت العملية الإرهابية، التي استهدفت الكنيسة "البطرسية" بمنطقة العباسية، محط اهتمام الصحف العالمية التي وصفتها ب"الهجوم الأعنف على المسيحيين في مصر منذ عدة سنوات". صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت تقرير، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، قالت فيه إن الحادث يوسع دائرة الحذر في مصر. الصحيفة الأمريكية قالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بذل صباح أمس الإثنين، مجهودًا كبيرًا لطمأنة المسيحيين المصريين، في أثناء مراسم تشييع ضحايا التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 24 شخصا، أغلبهم من النساء. "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن الرئيس أعلن اسم منفذ الهجوم الإرهابي، معتبرة أن سرعة الاستجابة الرسمية تعكس الشعور الواسع بالحذر في مصر، التي شهدت ثلاث انفجارات في ثلاث أيام، وهي حوادث كسرت شهور من الهدوء خارج شبه جزيرة سيناء، حيث تنشط العمليات الإرهابية. الصحيفة قالت إنه بجانب مكافحة الإرهابيين يسعى السيسي متسارعا لحشد التأييد، مشيرة إلى أن شعبيته قد انخفضت كثيرا هذا العام بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسببت في حالة من عدم الرضا، وكذلك زيادة التضخم ونقص السلع الغذائية الأساسية مثل السكر. وأضافت الصحيفة "تأتي هذه الحادثة وسط ضغوط هائلة، إذ إنه في وقت يكافح فيه السيسي لاحتواء الهجمات التي يتعرض لها المسيحيين في الصعيد، يأتي التفجير الإرهابي الضخم في قلب الكنيسة الأرثوذكسية"، مشيرة إلى المظاهرات الغاضبة التي اندلعت بعد الحادثة وطالبت بإقالة وزير الداخلية وطرد المشاركون فيها الإعلاميين المؤيدين للحكومة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الغضب يبدو أنه قد خفت، يوم الإثنين، مع سعي السيسي للتأكيد للأقباط على أن الدولة قد حلت القضية عن طريق تحديد هوية المشتبه به في تنفيذ الحادث. مختار عواد، الباحث في برنامج خاص بالمتطرفين بجامعة جورج واشنطن، قال إن "هذه الجماعات العنيفة هي الأكثر تعقيدا في مصر في التاريخ الحديث. نحن نكافح الجماعات المسلحة، التي تهدف جميعا لزعزعة استقرار الحكومة وإحداث الفوضى".