تعرض الإعلاميون الثلاثة "لميس الحديدي، وأحمد موسى، وريهام سعيد"، اليوم الأحد، للاعتداء أثناء تواجدهم أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ لتغطية تطورات الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية هناك، ما يفتح ملف الاعتداء على الإعلاميين خلال أدائهم عملهم. " التحرير " تحدثت مع مجموعة من خبراء الإعلام، الذين أبدوا رفضهم لهذه الانتهاكات، معتبرين أن هؤلاء الإعلاميين يؤدون مهنة شاقة تستحق التقدير. "غامروا بحياتهم" في البداية قالت د.هويدا مصطفى، عميدة المعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق، إن هذه الاعتداءات مرفوضة، حتى لو كانت بحق إعلامي لا يلقى رضا البعض، مضيفة: "الإعلاميون الذين ينزلون إلى موقع الأحداث في واقعة ضخمة مثل تفجير كنيسة العباسية يغامرون بحياتهم، وهو موقف إيجابي من الناحية المهنية لهم، وبالتالي لا يستحقون أن ينفعل الشعب عليهم بهذا الشكل". وبررت اعتداء بعض الحضور عليهم بأنه يعود لشعورهم بالشحن والإحباط والغضب من السُلطة، قائلة: "بالنسبة للشعب الإعلام رمز للسلطة، فالمتجمهرون حول الإعلاميين قاموا بالتنفيس عن غضبهم عبر طردهم للإعلاميين، وأؤكد أنه حتى إذا كان نزل أي إعلامي آخر لموقع الانفجار، لكان تعرض أيضًا لنفس المصير". من ناحية أخرى، نفت أن يكون رد فعل المتواجدين في محيط الكنيسة متوقع، وإن كان قد تكرر في مواقف مشابهة، واعتبرت أن الطرد والتجمهور وسيلة الشعب في ترجمة مشاعر السخط والغضب التي يعيشها منذ فترة والمأساة التي فاجئته صباح اليوم. "الإعلامي جندي" الدكتور سامي الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، قال إنه يرفض على الاعتداء على الإعلاميين سواء كان بشكل لفظي أو ملموس، مشيرًا إلى أن الإعلامي الذي ينزل لموقع الأحداث مُعرض للمخاطر في أي لحظة، وفي حادث اليوم قد يكون هؤلاء الإعلاميين ذهبوا في محاولة منهم لمواساة المصابين وأهلهم، وكذلك القيام بواجبهم المهني وتقديم معلومات للمشاهد حول ما حدث. وتابع: مهنة الإعلام تُعرف بأنها مهنة البحث عن المتاعب، وما عاشه الإعلاميين الثلاثة اليوم هو ضريبة شهرة والاحتكاك بالشعب، وهو الأمر الذي ربما يعتبره البعض من المتواجدين في العباسية ايوم بأنه مستفزًا لهم، إما لموقف شخصي يخص الفرد، أو لكونه من أهالي الضحايا، إذ لا يمكننا اعتبار المتجمهرون حول الإعلاميين من أهالي الضحايا فهناك بعض الدخلاء الذين يصعب تمييزهم ف مثل هذه الأوقات، لكن بوجه عام اتفقنا أو اختلفنا مع الإعلامي فهو جندي يقوم بعمله في ميدان الأحداث. "رسالة خشنة للإعلاميين" الدكتور حسن عماد مكاوى، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أوضح أن تلك الاعتداءات تمثل تعبيرًا من الشعب عن عدم رضائه عن الأداء الإعلامي في الفترة الأخيرة، حيث تسود العشوائية والفوضى، والاهتمام بقضايا هامشية على حساب قضايا أساسية، ما يجعل المشاهد يشعر بأنه في واد والإعلام في واد آخر، بعيدًا عن القضايا التي تخص صالح البلد. وأشار إلى أن هناك وجوه إعلامية ظهرت في كل العصور، حتى فقدت مصداقيتها، وجاءت محاولات طرد الإعلاميين من موقع انفجار كنيسة العباسية ليكون رسالة خشنة من الشعب لهم، بأنهم قد ملّوا من وجههم، وأنهم ليسوا في حالة انتظار لقيامهم بأدوارهم. عدم الرضا من الأداء هو الأزمة الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، ذكر أن تلك الاعتداءات جاءت نتيجة الصورة السلبية المأخوذة عن عدد كبير من الإعلاميين، إذ جاءت تغطيتهم في برامجهم في أحيان كثيرة لصالح بعض الشخصيات، وتجاهلت المواطن البسيط. واستطرد: "هي تعبير عن حالة عدم الرضا عن قرارات اقتصادية يؤيدها الإعلاميين والناس غير قادرة على أن تعيش في ظلها، واكتمل الأمر بأحداث إرهابية". وتابع: "ربما يكون موقف الإعلامية لميس الحديدي من أزمة شركة هاينز، سببًا فيما عاشته اليوم، إذ وجد المشاهد أنها لا تقف في صالح المستهلك إنما مع بعض المستثمرين".