استقبلت دور العرض فيلم «فرش وغطا»، وهو أول عمل سينمائى بين آسر ياسين والمخرج أحمد عبد الله، بعد أن تشاركا معا فى تقديم أكثر من برنامج توعية سياسية. الفيلم حصل على الجائزة الذهبية فى مهرجان مونبيليه بفرنسا، وخلال السطور التالية يحكى بطله عن كيفية بداية المشروع، حيث يقول آسر: «بعد أن قدمت مع أحمد عبد الله تلك البرامج كنت متحمسا لتقديم عمل سينمائى معه، وأعجبت جدا بقصة (فرش وغطا) فور أن عرضها على، فهو يكتب بشكل مختلف، حيث يحكى قصة دون سيناريو وحوار فى 30 ورقة، وكان محمد حفظى مستعدا لإنتاج الفيلم، ولكن الظروف وقتها كانت صعبة جدا، ولذلك قمت بتأسيس شركة إنتاج مع أحمد عبد الله ومدير التصوير، لمشاركة حفظى إنتاج الفيلم، وبالتالى أنا استفدت إنتاجيا وفنيا ومهنيا من هذا العمل». لكنه مع ذلك يلفت النظر إلى أن ما يهمه من هذا الفيلم ليس المكسب المادى فقط، ولكن القيمة الفنية، من خلال عرض الفيلم فى السينمات العالمية مثل تورنتو بكندا، ولندن، وأبو ظبى، وفرنسا، واليونان، مشيرا إلى أن هذا يسهم فى تسويق السينما المصرية فى العالم، ويثبت أنها ما زالت موجودة وتحصد الجوائز حتى فى ظل ظروف الإنتاج الصعبة، وأضاف: «هذا واجب فنى تجاه السينما المصرية، كما أن (فرش وغطا) مرجع تاريخى لفترة معينة عن أحوال أشخاص مهمشة فى الحياة، ومن الممكن بعد سنوات أن يستخدمه البعض كمادة تاريخية أو اجتماعية عن البلد وما كان يحدث بها». آسر يجسد فى الفيلم شخصية شاب هرب من سجن «القطا» يوم 28 يناير 2011 إلى المنطقة التى يعيش فيها بالسيدة زينب، ثم إلى المقابر وعزبة الزبالين، دون التطرق إلى سبب سجنه أو من ساعده فى الهروب، ويفسر آسر السبب بقوله «الفيلم لا يتحدث عن شخص معين وإنما عن أحوال الناس من خلال هذا الشخص، حيث تضمن شهادات حقيقية، حيث أضافوا للفيلم مادة وثائقية، وأنا لا أتحدث كثيرا، ليكون دورى حقيقيا مثلهم، لا تمثيلا، فالفيلم لا يتناول ثورة 25 يناير، ولكن المخرج أخذها كظرف ليظهر حياة هؤلاء الأشخاص قبل وبعد الثورة وإلى الآن، والحقيقة المشتركة فى القصة هو سوء أوضاع الناس، وعموما الفيلم له طبيعة خاصة جدا، وكان الأهم بالنسبة إلى أن أمثل، لذلك هناك فترات صمت طويلة». اعترف آسر أن الفيلم لا يعتبر تجاريا، لأنه لا يتضمن حوارا، مؤكدا أنه من الممكن أن تقبل عليه لشريحة معينة أو لفترة محدودة مثلما هو مخطط له، حيث سيعرض أسبوعا تقريبا فى بعض السينمات، ولو كان هناك إقبال فسيتم مد فترة العرض، مشددا على أنه يعلم فى نفس الوقت أن المادة الفنية فى الفيلم لم تثبت رواجا جماهيريا، لكنه يرى أنه لا بد من التجربة وفتح مجال لهذه النوعية من الأعمال. وعن عدم اختيار الفيلم للترشح لجائزة الأوسكار هذا العام، قال آسر: «الترشح له قواعد خاصة، وهى أن الفيلم لا بد أن يكون قد تم عرضه فى السينمات قبل شهر أكتوبر فى الدولة المنتجة له، وإلى الآن (فرش وغطا) لم يعرض فى مصر، ولكن من الممكن أن يترشح لأوسكار عام 2014، وعموما العالمية بالنسبة إلى لا تعنى (هوليوود) فقط، ولكن أن يذهب إلى الجمهور العالمى من خلال فيلم مصرى مثل (فرش وغطا) أو (رسائل البحر) ولكن فى نفس الوقت من الممكن أن أشارك فى فيلم أجنبى». آسر أكد أيضا أنه لم يبتعد عن السينما خلال الفترة الأخيرة، ولكنه شارك فى فيلمين، ولكن ظروف البلد حالت دون عرض العملين سريعا، حيث انتهى من «فرش وغطا» أواخر عام 2012، وانتهى من «أسوار القمر» عام 2011، رغم أنه بدأ فى تصويره منذ أربع سنوات تقريبا، وكان المفترض أن يتم عرضه منذ ثلاث سنوات، وتابع: «أنا لم أر أى أفلام تقريبا من التى طرحت مؤخرا بسبب سفرى المتكرر، ولكن فى ما يخص السينما فأنا أحترم المنتج الذى يغامر ويقدم أفلاما، مع اختلافى معه فى المضمون الذى يقدمه، وذلك طبيعى ولكن فى نفس الوقت أشجعه على المخاطرة فى وقت لم يخاطر الكثيرون، فهناك كثيرون ينتقدون السبكى، وبالفعل لا بد من انتقاده فنيا، ولكن أيضا لا بد أن نشكره، لأنه لا يزال ينتج، ويفتح بيوت أشخاص كثيرة تعيش من وراء هذه الصناعة».