تشهد صالة "الإيونيت شبست" المعروفة باسم الصالة العظيمة فى عهد القدماء المصريين بوسط معبد الكرنك، إعادة تشييد لافتتاحها قريبًا بعد تحطم مجموعة من التماثيل بداخلها على مر العصور. ويقول الطيب غريب، كبير مفتشى آثار معابد الكرنك فى تصريح خاص ل"التحرير"، إن المصريين القدماء داخل معابد الكرنك اعتادوا على إنشاء مجموعة من الصالات بين الصروح المختلفة لأغراض وأهداف معينة.
وأوضح غريب، أن صالة "الإيونيت شبست" تقع بين الصرحين الخامس والسادس، وتحتوى على 7 تماثيل على شكل الأوزيرى "المتوفى" بارتفاع 6 أمتار، حيث تعود إلى عصر الأسرة 18، حيث أمر الملك تحتمس الأول بإنشائها، وقام الملك تحتمس الثالث فيما بعد بعمل بعض التعديلات عليها، وفى عهد الأسرة 19 قام الملك سيتى الثانى بعملية تغيير للنقوش المنحوتة عليها وتغيير الأسماء وكتابة اسمه، إضافة إلى بعض التعديلات داخل الصالة، كما قام الملك رمسيس الثالث فى عهد الأسرة ال20 بإنشاء مجموعة من الأعمدة ووضع اسمه عليها. وتابع، بمرور الزمن تهدمت الصالة كليا، ولم يكن هناك شىء يقف بداخلها سوى تمثال واحد قامت البعثة الفرنسية بترميمه فى القرن ال19، إضافة إلى تمثال آخر ملقى على الأرض ومتهدم إلى 3 قطع، مشيرا إلى عدم وجود رؤوسهم بسبب السقوط على الأرض من الزلازل أو الغزو الخارجى الذى أراد طمس الحضارة المصرية، حيث إن منطقة الرقبة هى أضعف جزء فى التمثال مما جعلها تتعرض للتهتلك. وذكر أن مسئولى المعبد قاموا بطرح فكرة إعادة رفع هذا التمثال على الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، حيث لقيت ترحيبا وموافقة عليها وقام بدعمهم، متابعا، ولكن هناك كانت مشكلة تقف عائقا أمامنا بعدم توافق القواعد الأصلية للتمثال لم تتوافق مع القطع المتواجدة، مما جعلهم يقومون بعمل قاعدة جديدة لتتحمل وزن التمثال الذى يبلغ 11 طنًا.
وأضاف كبير مفتشى آثار معبد الكرنك، أنه تم اكتشاف وجود قطع أخرى لهذه التماثيل فى طريق معبد خونثوا، لتبدأ عملية تشييد الصالة بالكامل على أيدى العاملين بقطاع آثار الأقصر، دون تدخلات من بعثات أجنبية وتركيب التماثيل السبع لتعود الصالة لما كانت عليه قديما وافتتاحها خلال الفترة المقبلة. وكشف محمد جاد، إخصائى ترميم، أن تركيب التماثيل يقوم على تجميع أجزائها وتوثيقها ببرامج الفوتوشوب لمعرفة القطع المكون منها كل تمثال، وتركيبها باستخدام أسياخ فايبر بلاس ومادة لاصقة وتبطينها من الداخل و تغطيتها بعجينة مكونة من الحجر الجيرى والرملى وإضافة بعض الأكاسيد لتعطى اللون المشابه للأثر.