تعمّدت أن أؤجل الحديث عن مباراة مصر وغانا لأطول فترة ممكنة، لعلمى أن ما سأقوله قد يكون صادمًا أو محبطًا.. لكن خلاص.. المباراة ستلعب غدًا ولا مفر من الحديث عنها، يمكن كلامى أنا وغيرى يساعد فى تحقيق المعجزة التى نتمناها جميعًا. أبدأ بسؤال الساعة: هنعمل إيه وهنلعب إزاى؟ الإجابة الأولى هى: العمل عمل ربنا.. أما الإجابة الثانية فهى: هناك طريقتان لا ثالث لهما.. إما اللعب بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم خوفًا من أن يتكرر سيناريو المباراة الأولى.. وإما اللعب بطريقة (الكل فى الكل) والهجوم بكل الخطوط، ويا صابت با خابت!! أعتقد أن الأمر واضح (ومافيش اختيارات)، فلا بديل عن اللجوء إلى الطريقة الثانية منذ بداية اللقاء، حيث إن نتيجة مباراة كوماسى جعلت المطلوب منا هو تسجيل خمسة أهداف بالتمام والكمال فى مرمى واحد من أقوى عشرة فرق حاليًّا فى العالم.. ولكن بمرور الوقت إذا وجدنا أننا لن نستطيع مجاراة الفريق الغانى وأن هناك خطورة من أن تتكرر النتيجة الكارثية للمباراة الأولى، فيجب أن نلجأ فورًا إلى الطريقة الأولى (ومانكابرش)، فسمعتنا الكروية لا تحتمل ضربة ثانية. تشكيل فريقنا الوطنى يجب أن يشهد تغييرًا جذريًّا عن المباراة الأولى، ليخدم الخطة التى سنلعب بها والأهداف التى نسعى لتحقيقها وإحرازها.. لا بديل عن شريف إكرامى فى حراسة المرمى، حيث إنه الأجهز فنيًّا، أما خط الدفاع فيجب البدء بسيد معوض (الأكثر خبرة) فى الناحية اليسرى، ومعه وائل جمعة ومحمد نجيب (لا يوجد حاليًّا بديل لهما) فى قلب الدفاع.. الناحية اليمنى يجب أن يشغلها حازم إمام، للاستفادة من سرعته وإجادته للمراوغة فى مساحات ضيّقة، فضلًا عن رفعاته العريضة المتقنة.. ميزته المهمة تتركز فى أن فريق غانا لا يعرفه، ولن يركز عليه، مما قد يشكّل مفاجأة تربك حساباتهم وتحدث الفارق لصالحنا. أرشح أحمد فتحى ومعه حسام غالى، للعب فى مركز خط الوسط المدافع، ويُسمح لغالى بالتقدم فى الضربات الركنية وفى حالة تكثيف هجومنا مع ضرورة بقاء فتحى فى الخلف للتغطية وليتقدّم فقط فى الضربات الثابتة.. أمامهما يكون محمد أبو تريكة صانع الألعاب ورأس الحربة المتأخر.. مكانه دائمًا يبدأ من منتصف الملعب وينتهى داخل منطقة جزاء غانا، ويراعى عدم تكليفه بمهام دفاعية كثيرة قد تستنفد طاقاته أو تعرّضه للإصابة. فى خط الهجوم، هناك محمد صلاح فى الناحية اليمنى، الذى يجب عليه أن يميل أكثر إلى اللعب فى العمق لا على الأطراف للاستفادة من سرعته فى الانطلاقات خلف دفاعات المنافس، مما يتيح له بعض الانفرادات التى سيحاول أن يستغلها جميعًا، فلا مجال لإهدار أى فرصة.. كما أرجوه أن يكثر من التسديد وأيضًا من المراوغة داخل مربع العمليات، لعله يحصل على ضربات جزاء. فى الجانب الأيسر يجب الدفع بجدو صاحب المجهود الوافر والقوة البدنية والمميز أيضًا فى ألعاب الهواء (بلاش وليد سليمان فى المباراة دى)، فضلًا عن أنه يعرف جيدًا طريق المرمى أما قلب الهجوم، فلا بديل عن عمرو زكى الذى يستطيع مجاراة مدافعى غانا فى الالتحامات البدنية، والقادر بإذن الله على خطف أهداف من بين أقدامهم وأنيابهم.. تمركزه يجب أن يكون فقط داخل منطقة جزاء المنافس أو حولها على أقصى تقدير، لأن مهمته الأولى والأخيرة هى إحراز الأهداف وتحجيم المدافعين عن التقدّم لأداء دور هجومى. كلمة السر ومفتاح النصر بإذن الله هى احتفاظنا بالكرة لأطول وقت ممكن، مع وضع المنافس تحت ضغط مستمر طوال المباراة، لأن فريق غانا لو امتلك الكرة وأحس بأريحية فى التحرك والتمرير، فلن نستطيع مجاراته فرديًّا أو جماعيًّا، وقل على المباراة والنتيجة يا رحمن يا رحيم.. كده من الآخر!! عزيزى القارئ.. اعلم أنك مثلى تمامًا تحلم وتتمنّى.. تحلّل وتتوقّع.. خايف بس لسه عندك أمل.. مشاعرك متأرجحة بين اليأس والرجاء. أرجوك انتظرنى غدًا، لنتحدّث عن التمنّى والتوقّع والواقع.. يمكن كلامى يريّحك.