دعا مقرر المؤتمر ورائد العشيرة المحمدية عصام زكي إبراهيم إلى تكوين اتحاد عالمي يضم جميع المؤسسات والإدارات الصوفية على مستوي العالم، لتوحيد الكلمة والتعاون بين الصوفية جميعا لتوحيد أهدافهم وربط بعضهم ببعض، مطالبا بإعادة كل ما فقده التصوف من اعتبار ليكون أداة إصلاحية إيجابية بمشاركة عالمية. وأكد عصام زكي أن المؤتمر الدولي يعتبر خطوة نحو توحيد الصف الصوفي، مؤكدا أن التصوف هو قيم روحية ربانية ضد كل الدعوات الهدامة وأجواء الفساد والإرهاب، مشيرا إلى أن الصوفية ليست منهج أو مذهب إنما هو عقيدة، بعيدة عن التصوف الفلسفي.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الصوفي الدولي الأول من نوعه في مصر ويحضر فيه أكثر من 300 عالم من دول العالم، ووفد كبيرة من دول العالم كما حضر ممثل عن حزب الله علي فياض، وحضر عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وعبد المنعم أبو الفتوح، وحضر عن البابا شنودة نيافة الأنبا مرقص، وعن شيخ الأزهر الدكتور حسن الشافعي، بالأمس.
وأشار زكي إبراهيم إلى أن ريادة التصوف موجودة ولكن أهل التصوف يحتاجون إلى التجمع والتنظيم وتطهير الصفوف من الشخصيات التالفة.
ومن جانبه أكد حسن الشافعي في كلمته التى ألقاها بالإنابة عن شيخ الأزهر أن الطيب يعتذر عن الحضور لكنه سيلتقي بضيوف المؤتمر في مكتبه خلال الأيام القادمة بمقر مشيخة الأزهر، وأشار الشافعي إلى أن التصوف ضرورة إنسانية ، وهو مستوى من التدين يربو إلى مستوى الإحسان.
وقال الشافعي إلى أن التصوف لا يمكن أن يكون إمتداد للتشيع، مضيفا ولكن هذا ليس معناه توظيف هذا التفسير ضد أي أحد قد يؤدي إلى فتنة.
ومن جهته أعلن شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي عن الاتجاه إلى تعديل قانون الطرق الصوفية رقم 118 لسنة 1976 ، والخاص بإنتخاب شيخ مشايخ الطرق الصوفية على أن يكون شيخ المشايخ بالانتخاب وتحديد المدة، ووضع ضوابط علمية خاصة بتنصيب وتأهيل مشايخ الطرق الصوفية طبقا للشريعة الإسلامية، وإيجاد علاقة تنظيمية بين مشيخة الطرق الصوفية والأزهر الشريف فيما يتعلق في البحوث العلمية، وتوسيع قاعدة الطرق الصوفية لتشمل الجماعات والمعاهد والمؤسسات والجمعيات الخيرية ذات النهج الصوفي، وتقنين أوضاع الطرق الصوفية، مؤكدا أن الاصلاح لا يتحقق إلا بإصلاح الفرد.
وأكد القصبي أن التصوف سيظل قويا واقفا على أرض صلبة لتدعيم المنهج الوسطي المعتدل، نافيا أن يكون التصوف بوابة للتشيع وأضاف «لم ولن يكون التصوف بوابة للتسلل لإي اعتقاد يخالف الأمة ولن يكون بديلا لأي تيار ديني»
وطالب القصبي الحكام والرؤساء الاستجابة لمطالب الشعوب العادلة حقنا للدماء، كما طالب دول العالم بالإلتفاف والتكاتف مع الشعب الفلسطيني في حقه بالإعتراف بدولته وتكون عاصمة هذه الدولة القدس الشريف.
واتفق نقيب الأشراف السيد محمود الشريف مع القصبي في مطالبه بإقامة دولة فلسطين، مؤكدا أن الأمة الإسلامية لن تقبل بالمرواغات ، مطالبا بإستعادة الدور الصوفي الحقيقي وأنهم قادرون على الأخذ بيد الأمة إلى الأخلاق الحميدة، وأضاف «وأنا من مكاني هذا أوجه ندائي بوجوب توحيد الصف وتفعيل الدور الريادي والتنويري لها لتصحيح المسيرة والسير على هدي الحبيب المصطفي».
من جانبه قال مفتي الجمهورية علي جمعة أن الصوفية تجمع ولا تفرق وتصلح ولا تفسد وتنطلق في طريق الله، لا تلتفت إلى شيء، مؤكدا إلى أن الله هو مقصد الكل.
واشاد جمعة بتنظيم أول مؤتمر صوفي دولي في مصر بعد أن تم عقده في المغرب تحت عنوان «الصوفية طريق العلم والتربية»، وفي العراق بعنوان الصوفية طريق الحب والسلام.
بينما دعا وزير الأوقاف عبد الفضيل القوصي إلى ضرورة التجديد في الخطاب وفي الفكر الصوفي ليكون معاصرا، مؤكدا أن الصوفية محكمة بالكتاب والسنة.