عقدت مجموعة من كبار مزارعي قصب السكر بمركزي القرنة ونقادة، غرب محافظتي الأقصروقنا، مساء اليوم الخميس، اجتماعا، بحضور محمد ياسين، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، لاحتجاجهم على أسعار توريد منتجهم، والمطالبة بزيادة سعر الطن إلى 800 جنيه بدلا من 500 في ظل الأسعار التي تشهدها السوق من ارتفاع في بيع السكر. وقال محسوب أحد كبار المزارعين، ل"التحرير": "أنا بزرع قصب من سنة 76، و كان الطن ب 9 جنيه، ولكن الحال تغير والأسعار رفعت، وصل 400 جنيه وزودوها 100 وأصبح 500 جنيه، وعندنا متوسط الإنتاج 40 طن للفدان، مما يعني أن إجمالي الفدان بيتباع ب20 ألف، نشيل منهم 18 ألف جنيه، من عمالة وحرات وزراعة ومياه وسماد، وبيفضلنا ألفين جنيه نتيجة تعبنا طول السنة هنعمل بيهم إيه؟".
وأشار إلى أن المزارع مسئول على أسرة وأطفال، مطالبا بنظر الحكومة إلى الفلاح نظرة شاملة دون ظلم، لافتا إلى أن أسعار توريد القصب بهذا الشكل ستجعلهم يبتعدون عن زراعته، في ظل وجود زراعات أخرى تدر أرباحا أكثر، كإيجار فدان الموز في الموسم ب18 ألف صافية دون صرف جنيه واحد في عمالة أو زراعة.
وتابع: "السنة كلها الواحد شغال بدون مكسب، واللي معاه 6 فدان موز أحسن من اللي معاه 50 قصب، لأن إنتاج ال50 فدان قصب ب100 ألف جنيه وده بعد تعب، أما اللي زارع 6 موز بيربح 108 ألف جنيه، وزراعة الملوخية بتجيب 12 ألف جنيه في 3 شهور، فكدا ندور على شغلانة تانية غير زراعة القصب".
وأضاف "نحن نطالب بزيادة سعر الطن حتى يصل إلى 800 جنيه، وفي حالة عدم الاستجابة لمطالبنا هنمتنع عن توريده لمصانع السكر هذا العام، ونبيعه للعصارات، أنا بقالي 40 سنة مش بكسب وهشوف أي منتجات تاني أزرعها".
وقال عبد الناصر عبد الغني، إن اجتماع اليوم يأتي كبداية في تصعيد الأمر ومخاطبة المسئولين بضرورة زيادة سعر القصب، أسوة بزيادة سعر السكر والأعلاف ومشتقاته التي يبلغ إجماليها 27 مشتقا، بالإضافة إلى زيادة المنحة المقررة من وزارة الزراعة للري إلى 500 جنيه، موضحان أن قيمتها المقررة 15 جنيه في حين أن ري الفدان يبلغ ألف و500 جنيه في العام، مؤكدا أنه من الضروري أن يصل سعره إلى أكثر من ألف جنيه للطن الواحد.
وتابع: "هناك اتفاقات تمت بين كبار مزارعي مراكز نجع حمادي ونقادة وقوص بمحافظة قنا، و مراكز إسنا وأرمنت والطود والقرنة والبياضية بالأقصر، باتخاذ موقف موحد على قلب رجل واحد في المطالبة بزيادة سعر الطن في البداية، قبل الدخول في الموسم، واتخاذ خطوات أخرى في حالة عد الاستجابة".
وأكد محمد ياسين، نائب دائرة مركز القرنة وعضو لجنة الزراعة في البرلمان، تواجده بصفته أحد المزارعين المتضررين، ودوره التشريعي والرقابي في إيصال رسالة مزارعي القصب للمسئولين، مشيرا إلى أنهم يعانوا الأمرين من مصانع السكر وبنك التنمية والإئتمان الزراعي.
وذكر أن المشكلات التي يواجهها مزراعي قصب السكر عديدة، على سبيل المثال منها تقاضي أموال من الفلاحين لصالح جمعية منتجي القصب، واقتصار دورها في عمل اجتماعات وصرف أموال، دون القيام بالدور الحقيقي بإدخال الميكنة الزراعية أو المقاومة والمكافحة. وأضاف أن المزارع من الستينات بيقوم بزراعة صنف يسمي "س 9 "، أن التدهور أدى إلى ضعف الإنتاجية دون وجود حلول، متسائلا أين دور مراكز بحوث وزارة الزراعة لتحسين الصنف أو إدخال أصناف جديدة، وعدم الإستفادة من تجارب الدول الخارجية كالبرازيل أو جنوب أفريقيا أو الهند في تحسين زراعة المنتج.