القوانين التى تنظم المسابقات الدولية والأوليمبية تمنع رفع الشعارات السياسية فى الملاعب.. وهناك فارق بين رفع العَلَم والتلويح بشعار سياسى لم يكن مهاجم الأهلى أحمد عبد الظاهر يعلم أنه بما فعله بعد إحرازه الهدف الثانى للأحمر فى مرمى أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقى فى نهائى بطولة دورى الأبطال الإفريقى أنه سيفتح بابا كبيرا للجدل لن يُغلق إلا بعد فترة طويلة، خصوصا أن ما فعله أحمد عبد الظاهر فى نهائى إفريقيا وما قام به محمد يوسف لاعب الكونغ فو فى روسيا بعد حصوله على الميدالية الذهبية أمر خاطئ فى كل الأعراف الدولية والأنطمة التى تدير كل المسابقات الرياضية على مستوى العالم ويثبت أننا يجب أن نتوقف طويلا أمام الأفعال التى تُقحَم السياسة فى الرياضة. وعلى مدار التاريخ شهدت كل البطولات العالمية بعض المحاولات التى قام بها بعض اللاعبين بإقحام السياسة فى الملاعب الرياضية ولكن وقوف الأنظمة الرياضية فى وجه تلك الأحداث وأد الفتنة من بدايتها. الغريب أن اللاعبين المصريين ما زالوا لا يعلمون الفارق بين الوطنية برفع عَلَم مصر فى أى مكان ورفع شعار سياسى، فلو فتحنا الباب أمام ما فعله أحمد عبد الظاهر وتم تجاهل الأمر فمن الممكن أن نرى غدًا أحد لاعبى منتخب مصر أو أحد لاعبى الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية يرتدى تيشيرتا يحمل صورة الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع. ويبدو أن جهل اللاعبين المصريين وقبلهم الإداريون باللوائح الدولية التى تنظم المسابقات فى العالم، وكذلك الجهل بالميثاق الأوليمبى الذى ينظم كل ما له علاقة بالألعاب التى تندرج تحت لواء اللجنة الأوليمبية الدولية هو السبب فى ذلك خصوصا أن الميثاق الأوليمبى ينص على «أن أى تصرف يأتى به أى لاعب يندرج تحت شعار أى عمل سياسى يجب على اللجنة المنظمة للبطولة أو الدولة التى ينتمى إليها اللاعب أن تعاقبه، ومن حق أحمد عبد الظاهر أو غيره من نجوم الرياضة المصرية أن يعلن مواقفه بوضوح خارج الملاعب أما داخل الملاعب فمرفوض لأن ملاعب كرة القدم وغيرها من الألعاب لها القوانين التى تحكمها، أما خارج الملعب فرأى اللاعب يخضع لقانون الدولة». الغريب فى الأمر أن الهدف الذى سجله عبد الظاهر لم يكن الأول له قبل ظهور علامة رابعة، حيث سجل فى لقاء القمة الإفريقية أمام الزمالك إلا أنه لم يحتفل بهذه الطريقة، والسوال: إذا كان عبد الظاهر يريد أن يعلن رأيه فلماذا لم يعلنه فى لقاء القمة حيث المشاهدة الأكبر والمتابعة الأكثر فى مصر والوطن العربى؟ إلا أنه يبدو أن اللاعب رفع شعاره فى النهائى الإفريقى ليعلن رسالة أراد أن يوصلها. وقبل لاعب الأهلى كان هناك الكثير من اللاعبين الذين قاموا برفع بعض الشعارات السياسية فى الملاعب، على رأسهم محمد أبو تريكة الذى رفع شعار «تعاطفا مع غزة» فى بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2008 ولكن الاتحاد الإفريقى حذَّره من عدم القيام بها مرة أخرى، وكذلك قام المالى فريدريك كانوتيه برفع شعار يساند فيه القضية الفلسطينية فى إحدى مباريات فريقه السابق أشبيلية الإسبانى إلا أن الاتحاد الإسبانى فرض عليه عقوبة مالية كبيرة ومنعه من تكرار ذلك. وعلى نفس الطريقة عاقب الاتحاد الألمانى النجم المصرى هانى رمزى عندما لوَّح بيده بطريقة هتلر، وكانت مزحة وقتها ولكنها تحولت لأزمة كبيرة للفرعون المصرى وتم إيقافه عن اللعب لمدة طويلة وفرض غرامة مالية كبيرة عليه. الجهل باللوائح والقوانين وتعاطف الأجهزة الإدارية مع اللاعبين سيكون سببا فى أزمات كبيرة للرياضة المصرية فى الفتره القادمه لو تم التساهل مع ما حدث، وعلى مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية أن تقيم دورات لتعليم اللاعبين قوانين الرياضات التى يلعبونها وتعريفهم بالميثاق الأوليمبى حتى لا نجد فى يوم من الأيام ملاعبنا دون رياضة.