"الحياة صعبة، مفيش شغل، ومفيش وظايف، وبيتي واقع مش عارف أبنيه".. هكذا بدأ حمادة زغلول، رب أسرة مكونة من 7 أفراد، حديثه ل"التحرير" عن مآساته، بعد أن ضاقت به كل السبل، إذ لجأ إلى طلب المساعدات من الغير، وملّ من كثرة الشكاوى التي توجه بها إلى المسئولين بمحافظة الأقصر، لإعادة بناء منزله الآيل للسقوط، لكن دون رد. زارت "التحرير" منزل الأسرة الفقيرة بقرية البدارين جنوبالأقصر، ويقول زغلول، "عيالي 5 وأنا وأمهم 7 أفراد في المنزل، كل اللي بتقاضاه 400 جنيه في الشهر، مش مكفيانا أكل وشرب، والله ما بتكمل 10 أيام في الغلاء اللي حاصل ده". ويضيف الأب: "بالنسبة للأكل يا دوب بنقضيها فول وملوخية، أما اللحوم مش بنشوفها غير مرة في الشهر، وبنجيب فراخ لأن سعر اللحمة غالي، وبتعالج من ضهري، عندي الغضروف ولفيت على دكاترة كتير ومفيش فايدة من العلاج، ومنعوني أشيل أي شيء تقيل، ولو مشيت شوية بتعب، وعلشان كدا مش عارف حتى اشتغل". ويذكر: "أطفالي في مراحل تعليمية مختلفة، بنتين كبار في الإعدادي، وولد في الإبتدائي، وولد في الحضانة، وطفلة رضيعة، مصاريفهم كتير وماشية بالبركة وستر ربنا، فيه فلوس بديلهم، مفيش هما بيكونوا عارفين ومش بيطلبوا لأنهم بصراحة حاسين بمعاناتنا وشايلين معانا الهم رغم صغر سنهم، وأوقات كتير بيروحوا المدرسة جعانين ومحدش بيتكلم".
ويوضح: "بوجه رسالة لكل المسئولين اللي في البلد، أنا نفسي ابني البيت علشان عيالي ميتبهدلوش كل شوية ونطلع نجري في الأمطار، ونفسي في وظيفة أو أي مشروع يجيبلي دخل ثابت أقدر أصرف منه على العيال لأن فلوس المعاش مش مكفيانا".
من جانبه، أكد العميد إبراهيم كمال، مدير مشروعات مؤسسة الأورمان بالأقصر، ضرورة تقديم طلب لتلك الأسرة بفرع الأقصر، لمساعدتهم عينيًا في ما يخص العلاج وإمدادهم بسلع غذائية وبطاطين. أما عن بناء المنزل، أوضح كمال، أن هناك مشروعات لإعادة تأهيل القرى ومن الممكن ضمهم في حالة دخول قريتهم في خطة هذا المشروع.