وقعت أسيرة عشق بين ثنايا خطوط المانديلا فباتت تعيش مع كل خط ونهايته رحلة خاصة، يربطها بأحباءها وبنفسها، تمزج نغمات خيوطه معًا في لحن جلود محفورة بخطوط المانديلا، ترسمها على كل شئ مهما بلغت صعوبة الخامة تطوعها من أجل ما تحب، فهي تملك من الطاقة ما جعلها تبدأ منذ كان عمرها مازال لايتخطى أصابع اليد، بدأت في تعلم الرسم خطوة بخطوة بنفسها. كبرت طفلة الأمس وباتت تحترف ما تحب، فروحها مقسمة بين تمارين يوجا تجعلها كفراشة تطير دون قيود وبين رسم على الجلود والنحاس والخزف فهي تؤمن بعدم وجود مستحيل يوقف شغفها بالفن تمزج عدة فنون معًا لتحصل على قطعة فريدة لا يمكن أن يملكها غيرها. وتروي هند أيمن: " أنا برسم من زمان جدًا، والمانديلا بشكل خاص من 3 سنين عملت نفسي بنفسي فيها، في الاول كنت برسم علي ورق عادي و بستكشف الموضوع، بعدين رسمت علي جراب موبايلي و عملت شنط جلد عليها مانديلا، و اشتغلت منديلا بالتطزيز علي الجلد، ورسمتهم بالحنة و الاقلام كاتاتو، وجربت ارسمهم علي حاجات مختلفة، لكن أبرزها من سنة اختي اتجوزت و كانت مسافرة و أنا كنت حزينة عشان من واحنا صغيرين كل حاجة بنعملها سوا فقررت ارسملها علي شنطتها عشان مهما سافرت و مهما لفت العالم افضل معاها".
لم يقف الأمر مع الحقائب عند حيبة شقيقتها، فبعد أن نشرت هند صورة لعملها بدأت تتوافد عليها طلبات من أخرين، فبضعهم طلب الرسم على الحقيبة والبعض الأخر السماعات، وباتت المانديلا لمسات مميزة لحقائبك ومتعلقات في السفر وفي ذات الوقت لمسات إبداعية دون إفساد شكلها. تحلم هند دومًا بالسفر حول العالم والبحث فيما يحله لها من مغامرات، لكن إلى أن يتحقق لها ذلك جعلت فنها رسول عنها يجول العالم، من خلال حقائب ومتعلقات تحمل المانديلا الخاصة بها، ليتحول رسم على حقيبة شقيقتها لمشروع من تلقاء نفسه. تسعى الفتاة العشرينة أن تنمى مهارتها بشكل أكاديمي بجانب شغفها، فأدخلت الخط الديواني إلى المانديلا في عمل واحد بجانب، دراستها للماجستير المتخصص في الخزف، بجانب الحفر على النحاس والزجاج وأعمال الموزايك والأسلاك المعدنية والقواقع لا تقف هند عند حد فن بمفرده فهي تذوب في عبق الفنون لتشكل فنها الخاص الجامع بكل شغف يقودها. ظلت هند تعمل لسنوات دون أن تنشر أعمالها في تردد، لكن اتخذت خطوتها الفعلية مع سفر شقيقتها ليكون إنطلاقة مفاجأة لها وتروي بسعادة: "بعد التشجيع و الكلام الحلو اللي اتقلي أنا مش بشير شغلي في العادي علي السوشيال ميديا بس عامة دلوقتي أنا غيرت رايي، الناس فعلا بتشجع".
وتعييد هند مصدر قوتها الحقيقة إلى روح اليوجا التي تعيشها فبدأتها من ثمانية أعوام كاملة في البداية كانت مقتصرة على مرة في الأسبوع، ليكون بمثابة شحن طاقة إيجابية تعينها على استكمال حياتها، فتشعر بعد كل ساعة تدريبية أنها باتت محررة من الكثير من القيود أو كما تصف نفسها "إني طايرة كده عارفة اتنفس أحسن حالتي النفسية". لم تكن اليوجا مع محبة المانديلا مجرد جلسات استرخاء وراحة نفسية بل علاج جسدي فعلي بعد أن أصيبت من عامين بانزلاق غضروفي في رقبتها،أحدث لها مشكلة في يديها وارتفاع في ارتفاع نسبة لزوجة الدم، ليكون العلاج على يد مدربتها لفنون اليوجا التي خصصت لها دروس لعلاجها تمامَا من واقع خبرتها الطويلة في التدريب واحتراف اليوجا لتنجح في اكتساب مرونة جسمها وتحركها بحرية بعد أن كادت أن تتوقف يدها، لتكون اليوجا منقذها ومنقذ فنها.