«واشنطن بوست»: واشنطن تفقد مشاريع اعادة اعمار افغانستان عقب انسحاب قواتها من هناك العام القادم

نبهت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، الى أن المسئولين الأمريكيين سيستحيل عليهم أن يزوروا في آمان وأن يتفقدوا مباشرة مشاريع اعادة الاعمار في المناطق النائية من افغانستان، والتي مولتها بلادهم بمليارات الدولارات على خلفية استعداد قوات التحالف الدولي للانسحاب من افغانستان العام القادم .
وقالت الصحيفة -في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني - ان الرحيل المزمع لأكثر من 40 ألف جندي وغلق عشرات القواعد العسكرية الأجنبية بحلول العام القادم سوف يرفع المظلة التي كانت تحمي المسئولين الأمريكيين وهم يراقبون أعمال البناء وبرامج التدريب وغيرها من المشاريع الأخرى التي يجري تنفيذها في هذه الدولة «المنكوبة بالفساد».. مشيرة الي أنها حصلت على نسخة من تحليل أجراه المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان جون سوبكو؛ وأشار فيه الى أن المدنيين الامريكيين المشرفين على تلك المشاريع لن يكون بمقدورهم الوصول الا الى حوالي 20 في المائة منها.
وأفادت الصحيفة أنه بدلا من تقليص تلك المشاريع، تعتزم وزارتا الدفاع «البنتاجون» والخارجية بجانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «يو اس ائيد» الاعتماد على فرق من مقاولي القطاع الخاص لمراقبة أعمال المقاولين الآخرين الذين يشرفون على المشاريع الممولة من دافعي الضرائب.
وأوضحت أن «يو اس ائيد» تعتزم أيضا تجربة استخدام الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية والتعهيد التي من شأنها تلقي الملاحظات بشأن مايتم احرازه من تقدم من الأفغان، الذين من المفترض أنهم يستفيدون من هذه المشاريع الممولة من جانب الولايات المتحدة.. لافتة إلى أن عجز افراد الحكومة الأمريكية عن تفقد المشاريع التنموية في أفغانستان يثير مخاوف وقلق المشرعين ومفتشي الحكومة بشأن امكانية اهدار ملايين اخرى من الدولارات فيما صارت أغلى عمليات إعادة الاعمار في تاريخ الولايات المتحدة.
وتوصلت الصحيفة من واقع التحليل الذي اجراه المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان الى أن أفراد الحكومة الامريكية لن يكون باستطاعتهم العام القادم الوصول الى مالايقل عن 15 مشروعا كبيرا لاعادة الاعمار تتجاوز تكلفتها مليار دولار أمريكي .
وتناولت «واشنطن بوست» تصريح جون سوبكو، المفتش العام الخاص بأفغانستان، بأن العديد من هذه المشاريع سوف يستحيل على موظفي الحكومة الأمريكية تفقدها وزيارتها ، وهنا يكمن الخوف، مضيفا أنهم بحاجة إلى ضمان أن أموال الضرائب المخصصة لمثل هذه المشاريع تنفق بشكل صحيح.