يفتقد معبد دندرة بمحافظة قنا إلى الأفواج السياحية رغم تفرده في معماره والذي يعود إلى عصر الفراعنة، إلا أن لم يسهم حتى الآن في إدراجه على برامج الشركات السياحية كمنطقة يرتادها السياح الوافدون، ليكون مصير"شبه المهجور" نصيبه، إذ يزوره حفنة من السياح بين وقت وآخر. ويبتعد معبد دندرة عن مدينة قنا قرابة 5 كيلو مترات، ومعروف أثريا ب"إله الحب" ويمتلئ بالمقابر التى تعود إلى عصر الأسر الأولى الفرعونية، والتى كانت عاصمة الإقليم السادس فى مصر، وأشهر تلك الأسر معبد حتحور. مكانة تاريخية يقول الدكتور أحمد عبدالحق، الباحث في الآثار الفرعونية، إن معبد دندرة الأثري استمر بناؤه لمدة تقارب 220 عاما، وذلك في عصر خوفو وتم ترميمه واكتمال بنائه الحالي في عصر البطالمة للإله "حتحور" إله الحب والجمال عند الفراعنة. ويضيف الباحث في تصريحات ل"التحرير" أن المعبد يعود تاريخه إلى العصرين اليوناني والروماني ابتداءً من عهد بطلميوس التاسع "سوتير الثاني" الذي حكم في عام 116 ق.م، وانتهى في عهد الإمبراطور الروماني تراجان في عام 117م، وتضم المنطقة إلى جانب المعبد الرئيسي، السور، ومعبد الولادة الإلهية الذي بدأ تشييده في عهد الملك “نخت نبف” الأول من الأسرة 30، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس، ومنشأة تحولت إلى كنيسة ومصحة للاستشفاء، ثم هناك معبد الإلهة إيزيس والبحيرة المقدسة، ومقياس النيل. وأشار عبدالحق إلى أن هناك تشابها كبيرا في تخطيط المعبد بين معبدي دندرة ومعبد إدفو وهو ليس على سبيل المصادفة؛ فمعبد دندرة مشابه تمامًا من معبد إدفو ولكن على شكل مصغر، ويصور العلاقة الحميمية ما بين الإله حتحور في إسنا والإله حورس في إدفو والتقدمات والطقوس الإلهية. وأكد أن المعبد يضم مجموعة من الآثار الفرعونية القديمة، والتى من أهمها معبد حتحور وكنيسة قبطية، وبحيرة مقدسة، وبقايا لمعبد إيزيس، وبقايا مبانٍ رومانية. عزوف سياحي.. من جانبه كشف مصدر بمعبد دندرة في تصريحات خاصة ل"التحرير" أعداد السياح الذين يزورون المعبد بشكل أسبوعي، مؤكدا أن "حتحور" يستقبل من 70 إلى 100 سائح أسبوعيا وذلك على متن أفواج سياحية مصغرة، و90 في المائة منهم يكونون من جنسيات "روسية وألمانية". وتابع المصدر تصريحاته قائلا: "المعبد غير موجود على الخريطة السياحية بوزارة الآثار، فضلا عن عدم وجوده في برامج الشركات السياحية في جميع محافظات الجمهورية. وغفل المسؤولين في وزارتي السياحة والآثار والمسؤولون بمحافظة قنا الترويج السياحي الأمثل للمعبد، فقد تركوه مهملا لا يحصد سوى العشرات من السائحين أسبوعيا رغم الزيارات الرسمية المتكررة عليه والوعود بارتقائه سياحيا. وزراء الآثار توالت زياراتهم إلى "حتحور" خلال العامين الماضيين، إذ زار الدكتور ممدوح الدماطي وزير الأثار الأسبق، المعبد قرابة 4 مرات، وزاره أيضا الدكتور خالد العناني وزير الآثار الحالى المعبد لمرتين متتاليتين. ورغم زيارات الوزراء المتكررة إلى المعبد لم تعلن عن شيء جديد تجاه "معبد دندرة" سوى إزالة نبات العاقول والاهتمام بالمظهر الجمالي والحضاري داخل المعبد، فضلا عن توفير كافة الإمكانيات للمسؤولين والعاملين بالمعبد بسبب كونه أحد الآثار الفرعونية المهمة في جنوب مصر. وفي نفس السياق قال أيمن هندي مدير منطقة آثار قنا إن المحافظة تضم العديد من المعابد والآثار للعصور الفرعونية التي يمكن أن تمثل نقلة حضارية في قرى ومدن المحافظة بالإضافة إلى معبدي دندرة وشنهور وتشمل معبد الإله إيزيس بقرية القلعة بقفط ويتكون من ثلاث حجرات بها رسومات الإمبراطور الروماني قيريوس كلاوديوس ورسومات للآلهة مين وأمون ونسري. ونوه إلى أن هناك أيضًا معبد العويضات بقفط ومقابر حمرة دوم وبها المقبرة الأولى للأمير سادني وبه رسومات تصور الحياة اليومية وممارسته للأعمال الزراعية وصيد الأسماك، بالإضافة إلى آثار منطقة هو ننجع حمادي وكذلك الآثار القبطية التي تتمثل في دير نقادة ودير الصليب الأنبا شنودة بقرية حاجر دنفيق والذي بني في القرن الرابع الميلادي في عهد الملكة هلانة، وهو الوحيد الذي يحمل اسم الصليب في مصر، والآثار الإسلامية المتمثلة في المسجد العمري بقوص ومسجد سيدي عبدالرحيم القنائي. وفي سياق متصل رفض عبدالحكيم الصغير، مدير معبد دندرة الرد على اتصالات من محرر "التحرير" للتعليق على سبب عزوف السائحين عن زيارة المعبد، وعدم إدراجه في زيارات الشركات السياحية ووزارتي السياحة والآثار.