«أوباما جيت»، كلمة بدأ يتردد صداها كثيرا فى الصحافة العالمية، وتتصاعد حدتها رويدًا رويدًا لتضيق الخناق على الرئيس الأمريكى باراك أوباما وسياساته وفضائحه. بدأت أجواء التجسس الأمريكى فى مختلف العالم تخيم على أعمال قمة زعماء الاتحاد الأوروبى المقرر انطلاقه اليوم فى العاصمة البلجيكية بروكسل. وما يجعل «أوباما جيت» أشبه بكرة الثلج التى تزداد قوة وحِدّة يومًا بعد يوم، تلك التقارير الأخيرة، التى كشفت عن تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكى على الهاتف المحمول الشخصى الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما أثار بالطبع غضب الألمان. وكان أول رد فعل من الحكومة الألمانية هو قرار وزير الخارجية باستدعاء سفير الولاياتالمتحدة لدى ألمانيا جون بى.إيمرسون لمناقشة المعلومات التى حصلت عليها برلين، وهو ما حاول أوباما تداركه سريعا حتى لا يخسر الحليف الأوروبى الأقوى، عقب خسارته فرنسا ومن قبلها البرازيل والمكسيك. ولتدارك الموقف أجرى الرئيس الأمريكى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية، فى ما وُصف بأنه محاولة على ما يبدو لمنع تفاقم الأزمة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، فى تصريحات للصحفيين: «لقد أرسلنا على الفور سؤالا إلى شركائنا الأمريكيين، وطلبنا توضيحا فوريا وشاملا»، وأكدت ميركل للرئيس الأمريكى أنها «تعتبر هذه النشاطات غير مقبولة بالمرة»، وقالت من جانبها وكالة «رويترز للأنباء» إن اللهجة القوية لكلمات بيان المتحدث باسم ميركل توحى بأن ألمانيا غير مقتنعة بشكل كامل بالتعليلات والتبريرات الأمريكية، خصوصا أن الصحافة الألمانية عجَّت عناوينها بغضب عارم من التجسس الأمريكى، حيث قالت صحيفة «زود دويتشر تسايتونج»، إحدى كبريات الصحف الألمانية انتشارا ومكانة، فى افتتاحيتها إن هذه «إكبر إهانة» تتعرض لها البلاد طوال تاريخها. ويصر الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند على أن يتضمن جدول أعمال القمة موضوع التجسس الأمريكى، وذلك عقب نشر تقارير تشير إلى أن الملايين من المكالمات الهاتفية فى فرنسا قد تنصَّت عليها الأمريكيون. واستمرارا فى مسلسل الفضائح، دخل الصحفى الشهير بوب وودرد على الخط بنشره مجموعة من الوثائق الجديدة المسربة من داخل الإدارة الأمريكية تكشف التحالف الأمريكى مع حكومات باكستان المتوالية، التى كان معظمها منتميا فكريًّا إلى الجماعة الإسلامية فى باكستان المنتمية بدورها إلى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، من أجل تسهيل عمليات الطيارات من دون طيار. وكشف الصحفى الأمريكى، الذى كشف فضيحة «ووترجيت» فى السبعينيات التى أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون، أن اجتماعات كانت تجرى فى سفارة أمريكا فى باكستان وأخرى فى سفارة باكستانبالولاياتالمتحدة تنسق فيها لأكثر من 65 ضربة جوية، بينما يتفق الطرفان فى ما بعد على أن تخرج الحكومة علنًا لتندد بتلك الغارات من الطائرات من دون طيار.