قال الرئيس السورى بشار الأسد إن «عوامل نجاح مؤتمر جنيف 2 غير متوافرة»، مضيفا فى مقابلة إعلامية أنه «لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاد المؤتمر الآن، وليس هنالك من موعد محدد لانعقاد المؤتمر المذكور وأن شروط نجاحه غير متوفرة»، لافتا من ناحية أخرى إلى أنه لا يرى سببا يحول دون ترشحه فى الانتخابات الرئاسة العام المقبل. وفى إشارة إلى المعارضة المدعوة المشاركة فى «جنيف 2» صرح الأسد «مَن هى القوى المشاركة فى المؤتمر؟ ما علاقة هذه القوى بالشعب السورى؟ هل هى قوى ممثِّلة للشعب السورى أم قوى ممثلة للدول التى صنعتها؟ وهل لديها قواعد انتخابية واضحة أسهمت فى تقديم ممثّلين لها فى انتخابات وأوصلت ممثلين لها فى هذه الانتخابات؟ كيف يمكن لهذه القوى أن تكون ممثّلة للشعب وهى تعيش فى الخارج؟ لا تجرؤ على المجىء إلى سوريا، وهى تدعى بأنها تسيطر على 70% من الأراضى السورية؟». وجدد الأسد التأكيد أن الحل «يجب أن يكون سوريا، من دون أى تدخل خارجى، القضيّة قضية سورية»، متهما السعودية وقطر وتركيا بدعم الأرهاب فى سوريا، موضحا أن الرياض تدعم المجموعات المسلحة علنا، وتنفذ سياسات واشنطن بكل أمانة. كما وصف الأسد جماعة الإخوان المسلمين فى دمشق، وهى إحدى حركات المعارضة، قائلا إنها «مجموعة إرهابية وانتهازية تستخدم الدين من أجل مكاسب سياسية». وأضاف «تجربتنا مع الإخوان المسلمين، تجربة مليئة بالإرهاب منذ الخمسينيات حتى هذه اللحظة لم تتغير هذه التجربة بمضمونها الحقيقى، وفى الدستور السورى وبقوانين الأحزاب فى دمشق غير مسموح لأى جهة تشكيل حزب على أساس عرقى أو دينى، لأنه يضر بالمصلحة الوطنية، فحتى لو كان هناك حزب غير الإخوان المسلمين لا يوجد لديه هذا التاريخ الإرهابى، لا يمكن له أن يوجد فى سوريا على أساس دينى لأسباب لها علاقة ببنية المجتمع السورى، القبول بهذا الشىء يعنى القبول بتفتيت المجتمع». فى المقابل نفى خالد العطية، وزير الخارجية القطرى، أن «تكون بلاده قد بدلت موقفها من النظام السورى أو أجرت اتصالات مع الرئيس بشار الأسد»، مضيفا أن «الدوحة تواصل الوقوف إلى جانب مطالب الشعب»، نافيا أن تكون «بلاده مسؤولة عن دعم تنظيمات سورية متشددة»، قائلا إن «الدعم يتوجه إلى جهات معروفة جيدا». وأضاف العطية، فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأمريكى جون كيرى، «السؤال هو هل أوقف النظام السورى المجزرة المرتكبة بحق شعبه؟ هل غير السوريون السعى لنيل الحرية التى يستحقونها؟ وهل حصلوا على الحرية والعدالة؟ الجواب هو كلا». فى سياق متصل، التقى الملك السعودى عبد الله بن عبد العزيز مع نظيره الأردنى عبد الله الثانى وولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فى جدة، لمتابعة آخر الأحداث والتطورات التى تشهدها الساحة وعلى رأسها الملف السورى، وهو اللقاء الذى جاء متزامنا مع الجولة التى يقوم بها الأخضر الإبراهيمى، الموفد الدولى لسوريا، بالمنطقة منتقلا من مصر إلى العراق للإعداد لعقد مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة السورية. من ناحية أخرى قال المجلس المحلى بمنطقة المعضمية التى تسيطر عليها قوى المعارضة إن «الأوضاع التى تشهدها المنطقة متردية لدرجة كبيرة وصلت بالأهالى إلى أكل أوراق الأشجار»، وأشار تقرير الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى أنه وفى سلسلة من الاستهداف الممنهج لمراكز الأطفال الدراسية، طالب الائتلاف «المجتمع الدولى بتكثيف جهوده ووضع حد بالممارسات الإجرامية والإرادة المنفلتة الرامية لإبادة الشعب السورى». هذا فى الوقت الذى عقد فيه بالأمس مؤتمر أصدقاء سوريا لتمهيد الطريق أمام مؤتمر جنيف 2، ويبحث المؤتمر الذى يضم ممثلى الدول الكبرى وممثلى عدد من الدول العربية محاولة إقناع المعارضة بالمشاركة فى محادثات مع النظام من أجل ضمان نجاح مساعى «جنيف 2» فى إنهاء العنف والاقتتال وتحقيق الانتقال السياسى والسلمى بسوريا.