"إذا فازت هيلاري كلينتون بالانتخابات الأمريكية التي تجري أحداثها اليوم، فقد يصبح المنصب من نصيب الخاسر دونالد ترامب، ففي أمريكا قانون انتخابي رئاسي غريب بعض الشيء، يسمح في إحدى الحالات أن يصبح الفائز خاسرًا والخاسر فائزًا". جاء ذلك في تقريرٍ لصحيفة "الأنباء" الكويتية، اليوم الثلاثاء، فقالت: "مثلما حدث عام 2000، حيث حصل آل جور على أصوات أكثر من منافسه جورج بوش، إلا أنَّ بوش أصبح رئيسًا، بسبب ما يسمونه المجمع الانتخابي المكون منذ 1964 من 538 ممثلًا للشعب في 50 ولاية، وأعضاؤه هم من ينتخبون الرئيس ونائبه رسميًا، فإذا حصل مرشح على 270 صوتًا منهم، يصبح هو الرئيس القادم بدلًا من المُرشح الذي اختاره الأمريكيون". وأضافت: "آل جور، الذي لم نعد نسمع أخبارًا عنه إلا فيما ندر، كان نائب الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وبعد انتهاء ولايته خاض الانتخابات الرئاسية عام 2000 عن الحزب الديمقراطي، وحصل على 500 ألف صوت زيادة عما حصل عليه منافسه مرشح الحزب الجمهوري جورج بوش، وكاد الأخير يهمّ بتهنئته، إلا أنَّ المجمع الانتخابي المعروف باسم Electoral College، فاجأه بكابوس حقيقي في اليقظة، لم يكن على البال". وذكرت الصحيفة: "اتّضح في تلك الانتخابات التي فاز فيها آل جور بأصوات الأمريكيين، أنّه الخاسر، فيما كان بوش هو الفائز بأصوات المجمع، وحدث جدل قانوني وقتها حول إعادة فرز أصوات الممثلين في المجمع لولاية فلوريدا، فحسمته المحكمة العليا للولايات المتحدة سريعًا، وأعطت خمسة لصالح بوش وأربعة لآل جور، وكانت المرة الوحيدة بالتاريخ التي تنتقي فيها المحكمة العليا رئيس الولاياتالمتحدة، وهذا هو نظام المجمع الانتخابي المحول الخاسر إلى رابح، والرابح إلى خاسر". وتابعت: "لم تكن تلك الواقعة هي المرة الأولى التي يقرر فيها المجمع الانتخابي الفائز برئاسة أمريكا، فقد حدث أيضًا بانتخابات 1876 الرئاسية، وكانت من الأكثر احتدامًا ومنافسة حتى ذلك الوقت، وفيه أنَّ النيويوركي Samuel J. Tilden حصل من أصوات الأمريكيين، على أكثر مما حصل عليه منافسه Rutherford B. Hayes وهو من ولاية أوهايو، وأيضًا فاز تيلدن في المجمع الانتخابي بأصوات 184 من أعضائه، مقابل 165 حصل عليها راذرفورد هايز، إلا أنَّ 20 صوتًا بقت، ولم يتم حسابها، وكانت لممثلي ولايات فلوريدا ولويزيانا وجنوب كارولاينا في المجمع، وكان كل حزب أعلن فوز مرشحه شعبيًا بهذه الولايات، ثم اتّضح أن صوت أحد ممثلي ولاية أوريجون في المجمع غير قانوني، وكان كذلك فعلًا، وبإبطال صوته وحساب العشرين الباقية تم النجاح لصالح هايز بعد نزاع انتخابي مرير". ومضت تقول: "في انتخابات 1888 الرئاسية، حدث الشيء نفسه حين احتدم التنافس بين مرشحين لدودين، أحدهما كان من نيويورك، وهو Grover Cleveland من الحزب الديمقراطي، والثاني Benjamin Harrison وهو جمهوري من ولاية إنديانا، ففاز كليفلاند بأصوات الأمريكيين، إلا أنه حصل على 168 من أصوات ممثلي الولايات في المجمع الانتخابي مقابل 233 حصل عليها بنجامين هاريسون، فأصبح رئيسًا، بعد أن رفضه الأمريكيون بصناديق الاقتراع".