محللون عسكريون أمريكيون: قطع المعونات العسكرية عن مصر «رمزى للغاية» «أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستؤجل جزءا من المعونة العسكرية إلى مصر بسبب الحملات القمعية المستمرة من قبل الحكومة، لكن المصريين ينظرون إلى هذه الخطوة على أنها تدخل فى شؤونهم القومية ويشجعون الجيش لموقفه الصارم».. هذا ما قالته مجلة «نيوزويك» الأمريكية فى تقرير بعنوان «شعبية الجنرال السيسى ارتفعت بعد إعلان قطع المعونة الأمريكية عن مصر». أضافت المجلة أن المصريين يعتبرون القرار الأمريكى أيضا «خيانة وقحة» أو ما هو أسوأ من ذلك «أن الولاياتالمتحدة تتفضل عليهم». مشيرة إلى أن آخرين ينظرون إلى هذا التطور كخطوة مرحب بها من شأنها أن تمهد الطريق إلى الاستقلال المصرى من القوى العظمى المراوغة. وتابعت «نيوزويك»: «ربما يكون الشعور السائد فى القاهرة هذه الأيام أن قطع المعونة هو الدليل الأقوى حتى الآن على أن واشنطن عدو للدولة المصرية». صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية نشرت أيضا تقريرا عن تزايد شعبية وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، قالت فيه إنه يشبه فى مصر ك«مخلص» تدخل لإنقاذ مصر من «براثن الإسلاميين الخونة»، على حد قولها. وأضافت الصحيفة أنه جزئيا بسبب اشتياق كثير من المصريين إلى زعيم قوى يضع نهاية لعامين من الفوضى السياسية، على ما يبدو أن الهالة حول الفريق السيسى ستزداد بينما يتحرك البلد نحو الانتخابات المقرر أن تكون الخطوة التالية فى النظام السياسى الجديد. لافتة إلى أنه سواء ترشح السيسى للرئاسة أو لا، يظل موضوع النقاش المحتدم، على حد قولها. «رمزى للغاية»، هكذا وصف محللون عسكريون أمريكيون إمكانية قطع المعونات والمساعدات العسكرية الأمريكية عن مصر، حسب ما نقله موقع «آنتى وور» المهتم بالشؤون العسكرية الأمريكى. وقال الموقع الأمريكى إن الخفض الجزئى أو القطع الكامل للمساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر سيكون «أمرا رمزيا جدا»، ولكن يكون له أى تأثير فى الواقع العسكرى المصرى، ولن يدفع الجيش إلى تغيير خارطة الطريق التى أطيح من خلالها بالرئيس المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى عقب احتجاجات شعبية غير مسبوقة. وتابع قائلا نقلا عن محللين عسكريين لم يكشف عن هويتهم: «الجيش المصرى سيتمكن من الحصول على التسليح من أى دول أخرى بكل سهولة، كما أن الخليج سيدعم شراءه قطع غيار أسلحته الأمريكية». وأشار الموقع إلى أن تعليق تلك المساعدات إلى مصر أثار قلقا وخوفا من الجانب الإسرائيلى الحليف الرئيسى لأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط. ونقلت «آنتى وور» عن جوناثان توبين قوله إن تل أبيب ترى أن قطع المعونة سيؤثر بالتالى على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وسيكون مصدر قلق لحدودها الشمالية التى كانت هادئة منذ توقيع «كامب ديفيد» عام 1979. وتابع قائلا «لذلك فإن مسؤولين إسرائيليين طالبوا الولاياتالمتحدة بضرورة تقديم الأخيرة للمساعدات بقيمتها الكاملة للمصريين بأسرع وقت ممكن؛ حتى لا يتسبب هذا فى استثارة غضب الشارع المصرى». من جانبها، قالت شبكة «نيوز ماكس» الأمريكية إن التلويح بقطع المعونة من شأنه أن يتسبب فى تغذية مشاعر الكراهية تجاه أمريكا فى الشارع المصرى.