"تقف بريشتها وعلبة الألوان، لتضفي على الجدران البهجة، ببراءة لا تخفيها عيناها اللامعتان".. الطفلة رحمة، صاحبة ال11 عاما، والتي تساعد والدها في أداء عمله. "التحرير" التقت رحمة، الطالبة بالصف الرابع الابتدائي، رفقة والدها أثناء تزيينها جدران مدرسة طما الثانوية بنات بسوهاج، وبابتسامة بسيطة بدأت في حديثها معنا، فتقول: "أساعد والدي منذ عام في إنهاء الرسم على الجدران، مقابل يومية أحصل عليها حسب المساحة التي ألونها، وتصل في بعض الأحيان إلى 30 جنيها، وأشتري مستلزماتي من المال الذي أكسبه من عملي؛ حتى أخفف العبء عن أسرتي، خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار، مضيفة: "ساعدت ماما واشتريت ليها كيلو سكر من فلوس شغلي الأسبوع اللي فات". وعن طبيعة العمل قالت "رحمة": "يرسم والدي على الجدران، أسماك أو حيوانات، وتكون جميع الرسوم مفرغة، ثم أقوم بتلوينها بألوان ترتبط إلى حد كبير بنوع الجدران"، متنمية أن تصبح في المستقبل رسامة مشهورة، وتلتحق بكلية الفنون الجميلة. والد الطفلة السيد أبو الدهب، موجَّه تربية فنية بإدارة طهطا التعليمية، قال إن أبناءه الأربعة أحبوا الرسم على الجدران، وشاركوني في الرسم والعمل، وذكر أن "رحمة" حصلت على لقب أصغر رسامة تقوم برسم جدارية طولها 20 مترا، كما أن تحصيلها الدراسي جيد وتحصل على درجات عالية.