أزمة طعمها مر.. ضبط مليون كيلو سكر بحوزة «تجار البيزنس الممنوع»

حملات أمنية دورية تشنها وزارة الداخلية بكافة إداراتها وبخاصةً إدارة شرطة التموين والتجارة الداخلية، لضبط الأسعار في الشوارع ضمانًا لعدم المغالاة على المواطنين، للحد من ارتفاع الأسعار تزامنًا مع أزمة نقص السكر وارتفاع سعره.
الحملات المكثفة لقوات "الداخلية" نجحت خلال ال24 ساعة الماضية في ضبط 1104 أطنان سكر، بما يوازي أكثر من مليون كيلو سكر بحوزة التجار تميهدًا لإعادة طرحها وبيعها بالأسوق بأسعار أعلى من سعر السوق، التي حدَّدتها وزارة التموين.
غالبية القضايا التي ضبطت جاءت بعد استيلاء البعض على أموال الدعم الذي توفره الدولة للمواطنين، وتجميع كميات كبيرة من السلع الغذائية "السكر التمويني" المخصص للصرف على بطاقات التموين وقيامهم بحجبه عن التداول بالأسواق رغم الحاجة الشديدة إليه بقصد تحقيق الهيمنة السوقية وارتفاع سعره لاحقًا بالأسواق وتخزينه بمخازن غير مرخصة لبيعه بالسوق السوداء.
حملات وضبطيات
في القاهرة، تمكَّنت مباحث التموين من ضبط 86 طن سكر مدعم بحوزة أمين عهدة بمنطقة الزاوية الحمراء ومدينة نصر، لبيعها بالسوق السوداء بهدف التربح من المال العام.
وفي الجيزة، وجَّهت الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء هشام العراقي مدير الأمن، ضربةً حيث نجحت في 712 طن سكر داخل مصنع بمنطقة شبرامنت التابعة لأبو النمرس، بعد ورود معلومات تؤكد اتخاذ "عمرو. أ"، 31 سنة، صاحب مصنع "الغزالة" لتعبئة وتغليف السكر "غير مرخص"، فيلا مملوكة له بطريق المريوطية مكانًا لتجميع كميات كبيرة من السكر الناعم لإعادة طرحها بالسوق السوداء بأسعار مرتفعة بالمخالفة للقانون، وتمَّ تحريز المضبوطات وإخطار النيابة العامة التى تولت التحقيق فى الواقعة.
وفي القليوبية، تمكَّنت أجهزة الرقابة التموينية، بالتنسيق مع مجلس مدينة طوخ، من ضبط تاجر وبحوزته 24 طن سكر داخل أحد المخازن.
وفي المنوفية، نجحت مباحث التموين في ضبط 11 طن سكر مجهولة المصدر خلال حملات مفاجئة للمحافظ الدكتور هشام عبد الباسط لعدد من المحال التجارية.
وفي قنا، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط خمسة أطنان سكر تمويني داخل مركز تعبئة قبل بيعها بالأسواق للتربح غير المشروع، وتمَّ التحفظ على المضبوطات وتحرَّر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيقات.
وفي البحيرة، شنَّت الأجهزة الأمنية حملات مكثفة على الأسواق لضبط المخالفين والرقابة على الأسعار وكذلك مواجهة تهريب السلع الغذائية، ونجحت في ضبط 26 طنًا بحوزة عدد من التجار تمهيدًا لبيعها في السوق السوداء.
أمَّا في المنيا، تمكَّنت مديرية التموين، بالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط، من ضبط ومصادرة 150 طنًا خلال عدد من الحملات التموينية وذلك قبل إعادة بيعها بالسوق السوداء والتربح غير المشروع.
وفي بنى سويف، تمكَّنت وحدة مباحث التموين بمديرية أمن بني سويف، برئاسة المقدم محمد محفوظ رئيس مباحث التموين من ضبط 25 طن سكر تمويني داخل مخزن بمدينة ببا.
وفي الإسماعيلية، تمكَّنت مباحث التموين من ضبط 52 طنًا ونصف طن سكر، بحوزة عدد من التجار لامتناعهم عن البيع في منطقة القصاصين وأبو صوير.
وفي الشرقية، تمكَّنت الإدارة العامة للمباحث بقيادة اللواء هشام خطاب، من ضبط عشرة أطنان سكر بمدينة العاشر من رمضان، خلال الحملات التي جاءت لضبط المخالفين.
وفي أسيوط، نجح ضباط المديرية في ضبط ثلاثة أطنان ونصف طن سكر تمويني مدعم كانت بحوزة تاجرين قبل بيعها في السوق السوداء بمنطقة "الفيما" بمركز شرطة الفتح قبل ترويجها للبيع بالسوق السوداء، تمَّ التحفظ على المضبوطات وإخطار النيابة العامة للتحقيق.
الطريق إلى الحل
أشرف الجزايرلي رئيس غرفة الأغذية باتحاد الصناعات قال إنَّ أزمة السكر في طريقها للحل خلال الأيام المقبلة، لافتًا إلى أنَّه تمَّ البدء في طرح السكر في المجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية بسعر خمسة جنيهات فقط للكيلو.
وأضاف - في تصريحاتٍ له - أنَّه تمَّ تخصيص 150 ألف طن للصناعات الغذائية، بجانب 100 ألف طن إضافي، منوِّهًا بأنَّه سيتم تسلّم الكميات خلال الفترة المقبلة، وستكون الأولوية للمجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية، مؤكِّدًا أنَّ الحكومة تحاول توفير احتياجات السوق بسعر رخيص، وطرحه بأقل من سعره الحقيقي على الرغم من ارتفاع الأسعار العالمية.
وناشد "الجزايرلي" المواطنين عدم التدافع على شراء السكر في أماكن البيع المخصصة حتى تنفرج الأزمة، وتعود السوق إلى طبيعتها، وحذر من تخزينه.
أزمة غير مفاجئة
وقال حسن الفندي رئيس شعبة السكر في اتحاد الصناعات المصرية: "الحكومة تعاقدت على 420 ألف طن، ووصلت بالفعل كميات من شحنة التعاقد، وبدأ طرحها في المجمعات الاستهلاكية والسلاسل التجارية الكبرى، ومخزون السكر في أمان حتى فبراير المقبل".
وأكَّد الفندي أنَّه إذا استمرت الشركة القابضة في ضخ الكميات المطلوبة، سيتم رجوع السعر في الأسواق إلى خمسة جنيهات، مشيرًا إلى أنَّ الأزمة الحالية غير مفاجئة، موضِّحًا أنَّ مصر حوالي عشرة آلاف طن يوميًّا، بما يعادل ثلاثة ملايين طن، وتنتج المصانع المصرية ما يوازي مليوني طن سنويًّا، ويتم استيراد مليون طن، والذي حدث هو عدم توفير الكمية المطلوبة في الوقت المناسب، متوقعًا انفراجة في أزمة السكر خلال الأيام القليلة المقبلة، نتيجة لجهود الحكومة والشركات القابضة.