- «خصحصة ماسبيرو» ليست حلًا.. وإعادة الهيكلة ضرورة - أقول للدولة: أسقطوا الديون عن «ماسبيرو» واقطعوا رقاب المسئولين إذا استدانوا - موارد ماسبيرو لم تستغل جيدًا.. وفشل القطاع مسئولية الدولة وقياداته - ماسبيرو يحتاج إلى «خطة حرب».. ولا توجد إرادة حقيقية لذلك - قيادات «ماسبيرو» فاقدو الرشد والمهنية.. وعودة وزير الإعلام ضرورة يعانى ماسبيرو من أزمات متلاحقة، فما أن تهدأ وتيرة أزمة إلا وتشعلها أخرى، أزمات ماسبيرو التى لا تنتهى، وتبحث عن مخرج من النفق المظلم، تحتاج إلى من يضع لها روشتة إصلاح، دواؤها فى الغالب سيكون مرًا بمرارة الأزمات وديون القطاع التى أصبحت تحاصره.. «التحرير» التقت واحدًا ممن يعلمون دهاليز الإعلام فى مصر وخفاياه، بدءا من القنوات الخاصة وتأسيسها، مرورًا برئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وانتهاء بمحطته الحالية «قناة العاصمة».. إنه المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، لتقف معه على أزمات ماسبيرو وأين الحل.. الشيخ خالف فى حواره ما يعتقده الكثيرون، من وجود وزير الإعلام وعدمه، وكشف عن عورات القطاع، وقياداته، وحمل الدولة مسئولية فشل ماسبيرو.. وقضايا أخرى عديدة فإلى الحوار إعادة هيكلة - بداية.. اقترح البعض «الخصخصة» حلًا لخروج ماسبيرو من الأزمات.. فهل تتفق مع هذا الطرح؟ أعتقد، أن مقترح الخصخصة ليس حلًا للأزمات التى يشهدها ماسبيرو فى الوقت الحالى، لكن أرى أن الحل الحقيقى يكمن فى إعادة هيكلة القطاع بأكمله، وتقسيم المبنى إلى عدة كيانات قابلة للعمل، بعضها يعمل بشكل تجارى، والآخر كيانات تؤدى دور إعلام الخدمة العامة، وهو الدور المنوط فى الأساس لماسبيرو، وفى حالة تهيئة المناخ فى ماسبيرو لوجود كيانات حقيقية تعمل بشكل تجارى مثل إنتاج مسلسلات والاستفادة من موارد الإعلانات بها، يمكن وقتها أن نؤيد دخول القطاع الخاص كشريك فى ماسبيرو فى هذا الشق تحديدًا وليس فى القطاع بأكمله. استثمار وتعزيز الموارد - لكن ألا ترى أن هذا الطرح سيحول ماسبيرو من خدمة عامة إلى نشاط تجارى يهدف للربح؟ لا على الإطلاق، لم أقصد من كلامى أن يبتعد ماسبيرو عن الهدف الرئيسى المحدد لإنشائه، لكن ما أقصده أن يتم استثمار بعض الجوانب فى ماسبيرو، التى تحقق عائدًا ماديًا، مثل الاستفادة من المسلسلات والبرامج التى يمكن من ورائها جلب إعلانات، لتعزيز موارد الاتحاد وتقليص المديونيات وحتى لا يكون الاتحاد عبئا على الدولة، لكن لم أقصد أن يتم تحويل نشر أخبار أو محطة قرآن كريم للعمل التجارى. أسقطوا الديون واقطعوا الرقاب - وهل ترى أن هذا الطرح يمكنه حل أزمة المديونيات على ماسبيرو؟ المديونيات فى ماسبيرو تراكمت بشكل شديد للغاية خلال السنوات الماضية، ومعظمها من فوائد الدين لصالح بنك الاستثمار القومى، وأعتقد أن الدولة بحاجة إلى قرار شجاع بإسقاط كل المديونيات الموجودة على ماسبيرو، مثلما فعلت بعد حرب العراق فى المديونيات الموجودة لدى الدول الأجنبية، من أجل فتح صفحة بيضاء مع ماسبيرو، وبعدها يمكن أن نحاسب المسئولين ونقطع رقبتهم إذا ما حصلوا على مديونيات مرة أخرى، وللأسف هناك أمور معقدة للغاية فى ماسبيرو. وأتساءل: هل يعقل أن يكون قطاع الأمن الرئيسى فى ماسبيرو يشمل 5000 فرد أمن لتأمين 256 موقعا على مستوى الجمهورية ما بين محطات إرسال وتقوية؟ وهل سيستطيع هؤلاء الموظفون حماية تلك المبانى؟ رغم أن الوظيفة الرئيسية على اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليست تأمين ممتلكات الدولة، لكنها مهمة تقع على عاتق وزارة الداخلية فى المقام الأول، لذلك أطالب بأن يعود كل من انتدب إلى مكانه الأصلى. القيادات غير مهنيين - وهل موارد ماسبيرو لا تكفى لتغطية احتياجاته؟ ماسبيرو يعانى من خلل فى عدم استغلال موارده على الشكل الأمثل، حيث يمتلك اتحاد الإذاعة والتليفزيون العديد من الموارد، من بينها الترددات والأراضى وكذلك المكتبات والمعدات التى لا تستخدم بشكل فعال، وجميعها جوانب تجارية يمكن أن نحقق عائدًا ماديًا كبيرًا من ورائها، لكن المشكلة الحقيقية فى ماسبيرو أن قياداته لا يعرفون كيفية استغلال إمكانياته أو التصرف فيها بالشكل الملائم، وأقولها صراحة المشكلة فى ماسبيرو تكمن فى كوادره وقياداته وعدم مهنية من يشرفون عليه حاليا. المحاسبة وغياب القدوة - البعض يرى أن ماسبيرو أصبح «مسيسًا»؟ للأسف، ما يحدث من قبل بعض مذيعى ماسبيرو غير مهنى على الإطلاق، وأرى أن هذا الأمر ناتج عن غياب القدوة وفكرة المحاسبة لمن يخطئ، وهو سبب تكرار تلك الأفعال المشينة فى ماسبيرو. خطة الحرب - إذن، من يتحمل مسئولية فشل ماسبيرو الدولة أم قياداته؟ الفشل مسئولية الطرفين، لأن من يختار مسئولى ماسبيرو هم الدولة، لكن للأسف أرى أن بعض القيادات لا تريد العمل، ويسعون للمناصب فقط، كما أن ماسبيرو لم يعد مكانًا مغريا لأى شخص، لكن القطاع بحاجة إلى شخص مقاتل، يتعامل مع ماسبيرو بخطة الحرب، التى وضعتها مصر من 1967 حتى 1973، ومن خلال الجدية والإتقان يستطيع أن يقدم شيئًا إيجابيًا فى ماسبيرو، لكن للأسف أرى أنه لا توجد إرادة حقيقية لذلك، وأخشى أن تكون الدولة رمت طوبة ماسبيرو، ويئست منه رغم أنها تفى بكل التزاماتها المادية. برامج السبوبة - البعض يرى أن البرامج التلفزيون المصرى لم تحقق العائد المرجو منها؟ للأسف، أرى أن تلك البرامج بمثابة سبوبة، من أجل أن يقول المسئولون فى ماسبيرو إن التليفزيون المصرى به برامج توك شو، للحصول على الحوافز والأجور الكبيرة، بل الإشكالية الأكبر أن قيادات ماسبيرو تخالف أغلب القواعد المهنية، فهل يعقل أن يكون هناك برنامج جديد تذاع أول حلقة منه الساعة الرابعة صباحًا، رغم أنه ليس برنامج ذات طابع دينى، وهل يعقل أن تكون هناك قناة فى التليفزيون تشمل 180 برنامجا، وكل تلك الأمور أراها بمثابة خلل كبير فى التليفزيون. وزير الإعلام ضرورة - تعالت الأصوات مؤخرا بعودة منصب وزير الإعلام لحل أزمة ماسبيرو.. ما رأيك؟ للأسف، كنت أعتقد أن إلغاء منصب وزير الإعلام سيكون له أثر إيجابى، لكن من وجهة نظرى أرى أن ما حدث كان له انعكاس سلبى، خاصة فى ظل غياب السيستم والمهنية المحدودة لقياداته، فأصبح فاقدو الرشد فى الاتحاد فى حاجة إلى وزير إعلام، أو ما يطلق عليه «أب للقطاع». وأريد هنا أن أذكر أنه أثناء تولى منصب رئيس الاتحاد كنت أتناقش مع وزير الإعلام فى الكثير من الأمور، وكان هو وفقا للقانون المسئول سياسيًا عن الاتحاد، ولم أتلق يومًا تعليمات من مبارك أو تدخل بشكل مباشر فى عمل ماسبيرو، ولم يكن هناك فى فترة وجودى فى المنصب سياسة التعليمات، والأمر المباشر، لكن كان هناك نقاش وتفاهم فى القضايا التى تتعلق بالتليفزيون. - وماذا عن قناة العاصمة التى توليت بها منصب مستشار التطوير والتخطيط للقناة مؤخرا؟ دورى اقترب على الانتهاء فى القناة، وعقدى سينتهى فى 16 نوفمبر الجاري، وبعدها سأنتقل إلى المنزل