حصلت "التحرير" على تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين أبو رمضان راشد "والد طالب في الصف الأول الثانوي بمعهد أبشواي الأزهري وبين الشيخ "ع. م." أحد المسئولين عن المعهد، يتفقان خلاله على تقاضي الأخير مبلغ 500 جنيه بعدما سهل غش وتغيير درجات نجل الأول ليتمكن من النجاح في الامتحان، كما اتفقا على تقاضي نفس المبلغ مقابل نجاح الطلاب في العام الدراسي الذي سيبدأ". وأضاف "أبو رمضان خلال المكالمة أنه يريد التحدث إلى الشيخ "ع. م." مسئول آخر، من أجل شكره ومنحه المبلغ اللازم، ولكن المسئول الأول، قال له أنه سيقابله عند موقف كفر عبود ويأخذ منه ال500 جنيه ويوزعها عليه وعلى الآخرين، مؤكدًا خلال المكالمة أنّ نجله كان يحكي له أنّ الشيخ الثاني، بنفسه كان يدخل إلى ابنه اللجنة ويغششه في الامتحان، فسأله الشيخ الأول عن المبلغ الذي سيعطيه لهم فقال له أنه 500 جنيه، فقال له أنّ نجاحه العام الجديد عليه". وسأل والد الطالب، الشيخ الأول إذا كان مدرسًا أم يتولى إدارة الشؤون أم ماذا فضحك ورد عليه قائلًا "أنا ماسك كل حاجة"، فقال له أنه سيأتي لهم المعهد فقال له "نتقابل برة بس وهبقى أفهمك"، كما ذكر خلال المكالمة أنهم قاموا بكسر عين الطلاب الذين سربوا صور لحالات الغش داخل اللجان وأنهم رسبوا في الامتحان". بدأت الواقعة عندما نشرت "التحرير"، تقريرًا بعنوان " بالصور غش وهواتف محمولة داخل لجان امتحانات معهد أزهري في الفيوم "، فما كان من المعهد إلا تجميع الطلاب الذين صوروا عملية الغش ونشروها، في لجنة واحدة وتعمد إرسابهم في الامتحانات، وعندما تقدّم أولياء أمور هؤلاء الطلاب، بطلب نقل أبنائهم إلى معاهد أخرى، تم رفض الموافقة على نقلهم إلى أي معهد آخر إلا بعد التوقيع على إقرار بأنهم نشروا صور للغش من داخل لجان الامتحانات متعمدين بها تشويه صورة المعهد والأزهر الشريف، وأنّ هذا لم يحدث مطلقًا". وبعد ذلك قامت بوابة الأزهر بالفيوم بنفي التقرير على صفحتها الرسمية عبر "الفيسبوك" بتاريخ 11 مايو، وتضمنت أنّ الدكتور جمال عبد العزيز الوكيل الثقافي للمنطقة كلف موجهي عموم المواد المختلفة بالتوجه إلى المعهد ومراجعة جميع أوراق الإجابات كل في تخصصه، وتقديم تقرير وافي بما يرونه، مؤكدةً أنّ بعد المراجعة تبيّن عدم وجود أي شبهة غش أو تظابق أوراق الإجابة. لكن "التحرير" حصلت أيضًا على ما يثبت كذب بيان البوابة، وهو تقرير الشيخ عادل محمد عبد المنعم موجه أول المواد الفلسفية المقدم إلى الإدارة المركزية لمنطقة الفيوم الأزهرية للتحقيق في واقعة الغش، والذي أكد حدوث غش وتلاعب في درجات بعض الطلاب، وذُكر في التقرير أنّه "تم مراجعة مادة علم النفس للصف الأول الثانوي الأدبي وتلاحظ وجود أوراق إجابة بها تصليح في درجات الطالب على مرآة الصفحة تخالف الدرجة المكتوبة بالحروف وأرقامها 14 سري و23 سري، أما في الأوراق 32 سري و37 سري فقد تم احتساب الدرجة كاملًا بدون خصم السؤال الاختياري. وأضاف التقرير أنه تلاحظ وجود تشابه في إجابات الطلبة وخاصة في السؤال الإجباري الذي عليه درجة كبيرة كما تلاحظ أنّ الدرجات تنحصر بين 9:12 درجة وهذا يدل على تشابه درجات الطلبة في أغلبية الورق". وأشار التقرير إلى أنه في مادة الفلسفة للصف الثاني الثانوي الأدبي كان هناك تشابه ظاهر في إجابات الطلبة في السؤال الإجباري الذي يحمل أكبر درجة في الامتحان في 50 ورقة ولا يوجد تفاوت ظاهر بين الدرجات فهمي تنحصر بين 9:13، كما أنّ هناك 23 ورقة تم تصليح درجات هذه الأوراق بطريقة ملحوظة بقلم أحمر يخالف أقلام المصححين وبالرغم من توقيع المراجع الفني على أغلبية هذه الأوراق فلو كان هناك تصليح في الدرجات فيجب أن يكون بالقلم الأزرق وذلك في الأوراق رقم 9، و11، و12، و15، و16، و20، و38، و41، و42، و53، و55، و63، و87، 72، و73، و81، و83، و86، و90، و94، و96.