وجهت دولة الصين دعوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور اجتماع قمة العشرين التي ستعقد يومي 4/5 سبتمبر الجاري كضيف شرف، حيث يحق لدولة الاستضافة دعوة دولتين للحضور كضيوف شرف بقمة العشرين، هذه الدعوة التي قبلت بالترحيب من الجانب المصري وتأكيد حضور الرئيس السيسي، وبعيدا عن جدول أعمال القمة المكتظ بتفاصيل اقتصادية وسياسية دولية وإقليمية، يأتي الخلاف المصري التركي كواحد من الملفات الغير مطروحة علي جدول أعمال القمة ولكنها حاضرة في الغرف المغلقة واللقاءات الثنائية التي ستجري بين رؤساء الدول، حيث تسعي المملكة العربية السعودية منذ فترة لتقريب وجهات النظر بين الجانب المصري والتركي لتأثير هذا الخلاف بين الجانبين علي أجندة الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية، وهو ما دفع الأمير الشاب محمد بن سلمان لإدخال الجانب الروسي كطرف للوساطة بين الجانبين وخصوصا بعد عودة العلاقات بين روسياوتركيا، ورغبة روسيا لتحقيق ذلك، فهل يمكن أن يلعب الرئيس بوتين والأمير محمد بن سلمان دور في المصالحة بين الجانبين المصري والتركي أو بالأحرى بين الرئيس السيسي والرئيس أردوغان؟ وهل يمكن أن نشاهد مصافحة أو لقاء بين الرئيس السيسي والرئيس أردوغان أثناء انعقاد قمة العشرين بالصين؟ (1) رغم اتساع الفجوة بين الجانب المصري والتركي في أعقاب 30 يونيو 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إلا أن العديد من المؤشرات الإيجابية الصغيرة بدأت تظهر في الأفق سواء كانت تلك المؤشرات تتمثل في تصريحات من الجانب التركي تجاه احتمالية عودة العلاقات مع النظام المصري أو ترحيب من الجانب المصري، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، نهاية الشهر الفائت (أغسطس) إن هناك حاجة لتحسين العلاقات مع مصر، حيث أشار في مقابلة بثت على الهواء مباشرة على قناة "خبر" التركية إلى أنه لا يمكن أن تستمر العلاقات بين تركيا ومصر على هذا الوضع، ومن جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش بعد أيام قليلة من زيارة أردوغان لروسيا أن أنقرة لم تتخذ أي خطوات لتطبيع العلاقات مع مصر، لكنها تود استئنافها وذلك بعد أن حسنت بلاده العلاقات مؤخراً مع كل من روسيا وإسرائيل، وعلى جانب آخر تأتي المؤشرات العملية كإعلان تركيا عودة حركة الطيران والسياحة إلى شرم الشيخ حيث أعلنت السفارة التركية بالقاهرة في 26 أغسطس 2016، عن أن الخطوط الجوية التركية ستستأنف رحلاتها إلى مدينة شرم الشيخ الساحلية بداية من 10 سبتمبر المقبل، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الجانب الروسي استئناف رحلاته في نهاية أكتوبر المقبل، وأنها ستنظم 4 رحلات في الأسبوع إلى شرم الشيخ، بعدما أوقفتها في 31 أكتوبر عقب تحطم الطائرة الروسية في سيناء، ويأتي هذا الإعلان قبل أيام من انعقاد قمة العشرين بالصين وفي أعقاب لقاء الرئيس بوتين والرئيس اردوغان في روسيا مطلع الشهر الفائت، فهل يمكن اعتبار تلك التصريحات نابعة من رغبة حقيقية من الجانب التركي تجاة عودة العلاقات مع مصر أم أنها انعكاس لضغوط من قبل بعض حلفاء تركيا الإقليمين لتحسين العلاقة مع الجانب المصري، وعلى الجانب الآخر أعلن المتحدث الرسمي للخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد أن مصر ترحب بأي جهد حقيقي وجاد من جانب تركيا يستهدف تحسين العلاقات، لأن بقاء الوضع الحالي ليس وضعا دائماً، هذا وضع استثنائي، وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي بما يتسق مع خصوصية العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا هو شيء طبيعي. (2) أعلن الكرملين جدول أعمال الرئيس بوتين خلال قمة العشرين حيث سيعقد الرئيس الروسي ست اجتماعات على هامش اجتماع القمة ثلاثة منها مع كلا من الرئيس التركي وولي عهد السعودية والرئيس المصري وطبقا لترتيب جدول اللقاءات سيكون لقاء الرئيس الروسي مع الرئيس التركي يوم 3 سبتمبر أي قبل بدء اجتماعات قمة العشرين ثم اجتماع آخر مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان يوم 4 سبتمبر ثم اجتماع مع الرئيس السيسي يوم 5 سبتمبر وهو ما يرجح احتمالية التدخل الروسي في المصالحة المصرية التركية يضاف إلى ذلك الاجتماعات الثنائية بين الرئيس المصري والأمير محمد بن سلمان علي هامش اجتماع القمة، وهو ما يجعل من قمة العشرين بالصين بداية لمصافحة شهيرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي اردوغان تحد من سخونة الموقف التركي المصري وانعكاساته علي مجمل الملفات الإقليمية. وأخيرا، ملفات كثيرة ستطرح علي قمة العشرين بالصين ولكن سيظل الملف المصري التركي واحد من الملفات الغير معلنة علي جدول أعمال القمة، إذا أرادت قيادات دول العشرين التوصل لحلول لبعض أزمات المنطقة وخصوصا الملف السوري.