أعلن تنظيم داعش أمس الثلاثاء عن مصرع مسؤول عملياته الخارجية والمتحدث باسمه أبو محمد العدناني في ضربة جوية أمريكية فيما يبدو في سوريا. وجاء التوضيح المقتضب للتنظيم بحسب ما ذكرته وكالة أعماق للأنباء التابعة له أن العدناني قتل في أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب، دون تفاصيل.
مؤهلات دون أكاديمية والاسم الحقيقي للعدناني هو طه صبحي فلاحة، وولد عام 1977 في بلدة بنش قرب مدينة سراقب في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بحسب مصادر إعلامية. أما عن دراسته الأكاديمية، فلم تذكر المصادر الإعلامية الجهادية حصوله على درجات علمية أكاديمية، فيما أفادت فقط بأنه حفظ القرآن منذ صغره الذي تلقاه بنظام "شيخ الحلقة"، كما أشارت إلى أنه أحب الاطلاع على الكتب والتعلم منها واختصت من ذلك مجالات اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية، فضلا عن ذكرها أيضا ولعه بأشعار المتنبي، وكتب سيد قطب. طريق القتال وعرف عن العدناني حب التنظير من صغره ومجادلته أقرانه، إلى أن اعتنق فكرة ما يطلق عليها الجهاديون "مقاومة حكومة الطاغوت"، - هي فكرة تمردية تهدف للعمل على إزاحة الحكومات السياسية التي يصفها المتطرفون بغير المطبقة للشريعة الإسلامية - ومن ثم كان من أصحاب السجلات الأمنية لدى السلطات السورية التي سجنته 3 مرات بسبب ميوله ودعوته لأفكاره، لكنها كانت تفرج عنه بعد فترة من اعتقاله، وذلك قبل أن ينتقل إلى العراق مع 35 قرينا له؛ للانضمام إلى الجماعات الجهادية والتحضير لإنشاء تنظيم مسلح لقتال حكومة عائلة الأسد في سوريا. وانضم العدناني إلى تنظيم القاعدة "فرع العراق" عام 2000، تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، وتوطن في الأنبار، كما شارك في حرب الفلوجة أمام القوات الأمريكية بعد غزوها العراق. وسمح الزرقاوي للعدناني بالقيام بالعمليات الجهادية دون استشارته بعدما أثار إعجابه، فيما سقط بيد القوات الأمريكية مرتين آخرها في 31 مايو 2005 بمحافظة الأنبار فاعتقلته لمدة 6 سنوات، واستغل فترة سجنه في قيادة مجموعة جهادية داخل السجن إذ وضع لها برنامجا تدريبيا تحت إشرافه، كما يقال إنه خلال هذه الفترة التقى أيضا بالزعيم الحالي لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي. جناح البغدادي وبعد الإفراج عنه استكمل العدناني تاريخه الجهادي فعاد إلى تنظيم القاعدة في العراق "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تحت قيادة رفيقه القديم أبو بكر البغدادي الذي حفظ له منصبه في التنظيم المتشدد ثم أمره بالتوجه إلى سوريا عام 2011، وظهر في تسجيل مصو بعد اجتيازه الحدود السورية العراقية معلنا إقامة دولة التنظيم هناك ومبايعة البغدادي، فيما أعلن التنظيم فيما بعد كسره الحدود وتنصيب أميره خليفة للمسلمين، وتولى العدناني منصب المتحدث باسم الدولة الجديدة بعد إلغاء "العراق والشام" من تسميتها عام 2014. وخاض منظر "دولة البغدادي" جولات الإعلام لتحسين صورة التنظيم أمام من يستقطبونهم، فتولى أمر الإصدارات الإعلامية للرد على الفصائل الجهادية المختلفة، وتنظير وجوب محاربتهم جميعا بينهم تنظيم القاعدة الذي ولد منه، وجناحه العسكري بسوريا "جبهة النصرة"، فكانت كلماته الإعلامية معارك لا تقل عما يشنه تنظيمه ضد خصومه من المتشددين ذوي الأصول الفكرية الواحدة. أخطر رجل في العالم وتقلد العدناني عدة مناصب بالتنظيمات الجهادية أبرزها مسؤولية تدريب الجهاديين الجدد في مخيمات «التوحيد والجهاد» و«الجزيرة» بالعراق، ثم أمير بتنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، فالمتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية في العراق، ثم الناطق الرسمي رئيس الدولة الإسلامية في العراق والشام، فالناطق الرسمي رئيس الدولة الإسلامية "تنظيم داعش الحالي"، كما أنه أصدر عددا من مؤلفاته التنظيرية لفكر تنظيمه المتشدد. ودعا العدناني سابقا المتعاطفين مع التنظيم المتشدد إلى تنفيذ عمليات إرهابية في موطن إقامتهم فيما عرف بنظام "الذئاب المنفردة"، كما دعا التنظيمات الجهادية لمبايعة خليفته والعمل على إشعال الحروب أوروبا وأمريكا وشمال أفريقيا وسيناء المصرية. وزعمت تقارير إعلامية أن العدناني أصيب بجروح في غارة جوية على بلدة العراقية بروانة، ورصدت الولاياتالمتحدةالأمريكية مكافأة 5 ملايين دورلار على رأسه أو من يدلي بمعلومات عنه. ويبلغ العدناني من العمر 39 عاما، ووضع مجلس الأمن الدولي عام 2014، اسمه على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة. وقال الباحث في الحركات المتشددة في سورياوالعراق أيمن التميمي، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن مقتل العدناني "مهم رمزيا ويعكس تراجعا أكبر لتنظيم داعش". ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أراض في محافظة حلب السورية ولكن لا وجود له في المدينة التي يخوض فيها مقاتلو المعارضة قتالا ضد قوات الحكومة السورية.