حذرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، من استخدام روسيا لأول مرة قواعد عسكرية إيرانية لضرب سوريا ونشر قاذفات جوية في قاعدة همدان -جنوبي غرب طهران - لدك معاقل تنظيم داعش، مؤكدة أن التعاون أمرًا ليس له سوابق ويخفي مطامح أكبر . وقالت "الصحيفة": إن "التعاون الوطيد بين روسياوإيران يهدف لتحقيق عدد من النقاط؛ على رأسها تصفية المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذين تدعمهم واشطن، كما يمثل هذا التعاون بين موسكووطهران رسالة للولايات المتحدة وسط ما تشهده مدينة حلب من معارك ضارية تقترب من مرحلة الحسم". واستكملت "هذه هي المرة الأولى منذ الثورة الإسلامية عام 79 التي تفتح فيها إيران أراضيها أمام المقاتلين الأجانب الروس، كما أنها المرة الأولى لموسكو التي تفعل فيها هذا الشئ منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الأمر دليل على رغبة طهران في تحقيق إنجاز استراتيجي بسوريا والتي استثمرت فيها الأموال والبشر". "بالنسبة لروسيا، فإن نشر مقاتلاتها في قاعدة شهيد نوجه الجوية غرب إيران، يؤكد حساباتها المتعلقة بتعزيز وجودها العسكري قبل عام تقريبًا من القاعدة الجوية في اللاذقية، وأنه مهم في حرف ميزان الحرب لصالح الأسد"؛ لافتة إلى أن "التعاون بين البلدين يساهم في كسر العزلة التي فرضتها أمريكا والغرب عليهما، ويؤدي إلى توسيع تأثيرها الإقليمي، من خلال القوة العسكرية". ونقلت عن الخبير العسكري الروسي بافل فيلجينهور قوله: "هذا يعني أن بقاء الأسد في السلطة مهم لإيران وللمتشددين الإيرانيين أيضًا، خاصة أنهم يسمحون لجيش دولة (كافرة) بالعمل على ترابهم المقدس"، مضيفًا أن الأهداف الروسية الإيرانية في سوريا تبدو أكثر قربًا من الأهداف الأمريكية الروسية هناك". وأشار إلى أنه شعر بالدهشة من الصراحة التي أعلنت فيها وزارة الدفاع الروسية أنها في إيران، خاصة أن الجيش الروسي يتسم بالسرية، وهو ما يشيى إلى أن قرارًا سياسيًا يُظهر للعالم أن روسياوإيران تتعاونان عسكريًا". ولفت "الخبير العسكري" إلى أن تحليق الطائرات الروسية من إيران يعني حمل المقاتلات المتفجرات في قدرتها القصوى؛ أي 24 طنًا، وهو أكثر من الحمولة التي تحملها الآن في الرحلة الطويلة من روسيا إلى سوريا"، مضيفًا "هذا أمر مهم طبعًا لأنهم يقومون بقصف سوريا بشكل شامل، فكلما كان معك قنابل استطعت تغطية مناطق، ومن المهم في هذه المرحلة المحورية في معركة حلب زيادة روسيا لقدرات حمل القنابل، لتقوم بضرب المعارضة السورية". وتوقع "فيلجنيهور" إمكانية توسيع الحملة الجوية الروسية في العراق، مضيفًا أن هذا الأمر ليس متصلًا بسوريا فقط، فهي مهمة، لكن هناك أمرًا آخر مهمًا، وهو أن روسيا تريد نشر تأثيرها في المنطقة كلها، وإقامة قواعد في المنطقة كاملة، وإخراج الأمريكيين، وأن تصبح هي القوة المهيمنة فيها".