"كوب عصير" كانت أحدث طريقة استخدمها متهم في قضية مخدرات، للهرب من المكلفين بحراسته، فزعم إصابته بحالة إعياء وطلب نقله إلى المستشفى قبل تجديد حبسه بمعرفة نيابة السلام، وبالمرور من أمام محل عصائر، طلب أن يتناول كوب عصير، وفك الحارس قيوده لذلك، لكنه بادر بالهرب، ولم تكن تلك الواقعة الأولى التي هرب فيها متهمون من رجال الشرطة، فهناك حيل أخرى.. كوباية شاي محكمة جنح السنطة بمحافظة الغربية، كانت على موعد مع واقعة مماثلة، إذ استجاب سكرتير جلسة، لاستعطاف متهم له ليسمح له بالخروج من قفص الاتهام لشرب كوب من الشاي، إلا أن المتهم غافله وهرب، وتحمل السكرتير المسئولية، فقررت النيابة العامة حبسه. وكشفت التحقيقات أن السكرتير يدعى "ر .إ" ويعمل بإحدى الدوائر المستأنفة بمحكمة السنطة، وأن المتهم الصادر بحقه قرار الحبس يدعى "م.ش"، وكان مخلى سبيله على ذمة قضية نصب، وحضر جلسة النطق بالحكم في المعارضة الاستئنافية المقدمة منه على حكم حبسه، وتم وضعه في القفص الحديدي بقاعة المحكمة، وبعد سماع تأييد الحكم، ابتكر حيلة للخروج، بادعاء أنه يريد أن يشرب كوب شاي، فساعده أمين الجلسة، ولكن المتهم غافله واستطاع الهروب. الهروب من الحمام وفي السويس، تمكن أمين شرطة من الهرب، عقب صدور قرار بتجديد حبسه لمدة 15 يومًا، على ذمة قضية تزوير، إذ زعم المتهم الهارب "حامد.م" أنه يريد دخول المرحاض، واستأذن الحارس "رأفت.س" لتمكينه من ذلك، لكنه تسلق من نافذة المرحاض بالمحكمة إلى خارجها وهرب من المبنى، وتم القبض على الشرطي المكلف بحراسته. الإفلات من «الكلبشات» ومن طرق الهروب الطريفة، واقعة شهدها عام 2008، حين استغل متهم نحافته، وغافل حارسه، ووتمكن من أن يسحب يده من «الكلبشات» وهرب، أثناء ترحيله من سجن قسم شرطة الدقي بالجيزة للعرض على النيابة. وتبين أن المتهم عبد الله مهدى، كان محبوس احتياطيا على ذمة اتهامه بالشروع في قتل خطيبته لرفض أسرتها إتمام زواجه منها، واستغل المتهم انشغال أميني الشرطة المكلفين بحراسته وعدد من المسجونين بإنزال أحد المساجين ففر من العربة، ولم يستطع رجلا الشرطة الإمساك به، مما تسبب فى حبس مندوبي الشرطة المسؤلين عن تأمين المتهمين. المغص الكلوي وبالطبع يعد إدعاء المرض، من أشهر الحيل التي يستخدمها المتهمين للهروب من الأفراد المكلفين بحراستهم، وشهد قسم شرطة حلوان فى عام 2014 واقعة على ذلك النحو، فالمتهم المحبوس بحجز قسم شرطة حلوان، ادعى إصابته بمغص كلوى وآلام بالبطن فقام الضباط بإخراجه من الحجز، وخلال انتظاره لتجهيز سيارة لنقله للمستشفى، غافل 3 أمناء شرطة كانوا بحراسته وفر هاربا من القسم. أفلام أبيض وأسود الخبير الأمني، عقيد الشرطة السابق محمود قطري، أكد كثرة وقائع الهروب بحجج واهية ومكررة منذ أفلام الأبيض والأسود -حد قوله- مثل إدعاء المرض أو طلب قضاء الحاجة، وللأسف تنطلي تلك الحيل على أفراد الشرطة حتى الآن، بسبب الغفلة وعدم الانتباه والحماسة من قبل أفراد الشرطة خلال عملهم. وأشار قطرى إلى مخالفة كثير من الشرطيين القواعد الأمنية، باصطحاب المتهمين أحيانًا فى وسائل النقل المدنية، دون سيارة شرطة بما يسهل هروب المتهمين وسط باقى المواطنين فى الشارع، علاوة على عدم الالتزام بتعليمات أخرى مثل إبقاء "الكلابشات" فى أيدى المتهمين، ومعاينة وتفتيش دورات المياه قبل دخوله إليها للتأكد من عدم مقدرتهم على الهرب منها، علاوة على تشديد الحراسة بما يتناسب مع عدد المتهمين ودرجة خطورتهم. وطالب خبير الشرطة، برفع المستوى التدريبى لأفراد وأمناء الشرطة، باعتبارهم القطاع الأكبر فى وزارة الداخلية، ويختصون بأعمال كثيرة منها نقل المتهمين ومراقبتهم والبقاء معهم خلال عرضهم على النيابة للتحقيق أو نظر تجديد حبسهم، هذا بخلاف ضغط عملهم من حيث كثرة المتهمين واستيفاء الأوراق التى يجب أن تكون بحوزته خلال التنقل بالمتهم من جهة إلى أخرى كقسم الشرطة ومقر المحكمة على سبيل المثال، كما طالب كذلك بتشديد العقاب على المخالفات الشرطية، خاصة بعد إلغاء المحاكمات العسكرية لهم،وذلك لمنع استخفافهم بالعمل أو أدائهم له بروتين وفتور دون خوف من المسؤلية.