«العراف» و«فرعون» و«اسم مؤقت» أعمال حصدت حب الجمهور لشخصيات خالفت القانون أينما وجد الخير وجد أيضا الشر، معادلة بسيطة تزن كل شىء فى الحياة حتى الأعمال الدرامية من الأفلام إلى المسلسلات، التى تستغل وجود الشر والشخصيات التى ترتكبه لإبراز الخير وأصحابه، لكن فى بعض الأعمال الدرامية تستطيع هذه الشخصيات الشريرة كسب تعاطف المشاهد، وذلك ببراعة من كاتب العمل ومخرجه، اللذين يظهران قصة وتاريخ هذه الشخصيات فى جزء من العمل، ويكسبان تعاطف المشاهد نحوهم بإلقاء الضوء على الظروف التى أجبرتهم على ارتكاب هذه الأفعال بسبب ظروفهم سواء المادية أو الاجتماعية، بينما فى أعمال أخرى يتم جذب المشاهد لحب هذه الشخصيات من كيفية تعاملها مع الآخرين خصوصا الفقراء والمحتاجين لإظهار أن قسوتهم وخروجهم عن القانون كان فقط مع من يستحقهما. مسلسل «العراف» كان من أوائل الأعمال الدرامية هذا العام التى حصلت على أكبر قدر من التعاطف تجاه شخصية النصاب، تلك الشخصية الساحرة التى كسبت حب الناس من حولها، بفعلها للخير ومساعدتها المحتاجين، وجسّد عادل إمام هذه الشخصية ونجح فى كسب تعاطف الملايين، عندما قبض عليه فى نفس يوم فرح ابنته التى قابلها لأول مرة منذ سنوات طويلة، لكن التعاطف الحقيقى كان عندما بدأ فى سرد قصة حياته وكيف أنه نشأ بلا اسم أو هوية ولم يقدر على استخراج بطاقة لأنه لا يعلم هوية والديه. «العراف» وأحداثه كانت على النقيض من قصة مسلسل «اسم مؤقت»، الذى أيضا احتوى على شخصية البطل الشرير «يوسف» التى قدمها يوسف الشريف، وفى أحداثه ارتكب البطل جرائم عديدة وصلت إلى القتل، وذلك خلال رحلته لسبر أغوار الغموض المحيط بحادثة فقدانه الذاكرة، وبالرغم من هذا تعاطف الجمهور أيضا مع شخصية «يوسف» الجيدة التى اضطرت إلى ارتكاب هذه الأفعال رغما عنها، وكانت تلك الشخصية قريبة إلى حد ما من دور «جابر» الذى قدمه منذر رياحنة فى مسلسل «العقرب»، وكان فيه شاب فقير جدا لم يجد أمامه سبيلا آخر لكسب المال سوى السرقة، وخلال سنوات قليلة تحول إلى هجام محترف وتم سجنه لفترة خرج بعدها لينضم لعصابة تتاجر فى الآثار المهربة، وكان سعيه وراء مصلحة عائلته ووقوعه فى حب فتاة مغنية «لقاء الخميسى» هما الشيئان الوحيدان اللذان جذبا المشاهد للتعاطف معه، ولم يكن أداء منذر رياحنة من ضمنهم، فمبالغته فى أداء بعض المشاهد لتركيزه فقط على محاولة الحديث باللهجة المصرية بطريقة صحيحة أفقدته القدرة على كسب تعاطف المشاهد بشكل سريع وبسيط. خالد صالح فى «الفرعون» كان بلطجيا، وارتكب عديدا من الجرائم ودبر لعشرات أخرى، لكنه فى العمل كسب تعاطف الشخصيات الأخرى كما فعل مع المشاهدين، حيث أظهرت الأحداث تحوله التدريجى إلى شخصية البلطجى التى بدأت أيضا بحاجته إلى المال، وتزويره بعض الأوراق الرسمية من أجل الحصول عليه، وبخلاف هذا العمل تكرر الأمر أيضا فى مسلسل «الوالدة باشا» عندما جسد باسم سمرة فى أحداثه شخصية الابن الكبر فى عائلة فقيرة جدا، مما أدى إلى احترافه للبلطجة حتى يستطيع تلبية احتياجات أهل بيته، وبالرغم من هذا كان لشخصية باسم فى العمل جانب آخر، تمثل فى حبه لأهل بيته ومحاولته إسعادهم على طريقته الخاصة، حيث كانت هذه المواقف صاحبة الفضل فى جذب تعاطف المشاهدين ناحيته. الأعمال الكوميدية كان لها نصيب أيضا من الشخصيات الشريرة التى تعاطف معها المشاهد، وفى مسلسل «حاميها وحراميها» ظهر سامح حسين بشخصية أخوين توأم افترقا فى طفولتهما عن بعض، وأصبح أحدهما محاميا يسعى لتنفيذ الحق، بينما تحول الآخر إلى السرقة والبلطجة التى لم يعرف غيرها منذ الطفولة، حيث ظهر الأخ البلطجى بشخصية متناقضة قليلا فهو يرتكب الجرائم لكنه لا يؤذى أحدا دون وجه حق ويحاول مساعدة المحتاجين إذا استطاع، بينما فى مشاهد أخرى ظهر وهو يقتل من خانوه، لكن لم ينجح إظهار جانبه العنيف داخل العمل فى إبعاد المشاهد عن التعاطف معه ومع الظروف التى دفعته إلى ذلك.