نقلت الوكالة البريطانية الإخبارية" سي إن إن" تقريرا لحسن حسن، خبير الشرق الأوسط والأبحاث بمعهد التحرير في واشنطن، فحواه أن الولاياتالمتحدة شريكة قوية في تدهور الأوضاع في سوريا، بسبب تخبط سياستها وتحركاتها حيال الأزمة. وقال "التقرير": إن "حلب تعتبر نموذجًا مُصغرًا لسوريا والحرب الدائرة فيها، وهي كذلك خير شاهد على فشل سياسات الإدارة الأمريكية في التعامل مع الأزمة"، مضيفًا أن حلب، وهي ثاني أكبر المدن السورية، تشهد كافة الكوارث التي تتعرض لها البلاد منذ بداية الحرب، من حصار و مجاعات و وتطرف وعنف عشوائي، وأن الولاياتالمتحدة دائمًا في خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقف موقف المتفرج، أو تكون شريكة في تدهور الأوضاع في البلاد". وتابع أن أمريكا بدلًا من التواجد بقوة لتقديم الحلول الفعالة وتنفيذها تركز اهتمامتها على تبرئة المجتمع الدولي من اتهامه بأنه ليس صديقا للسوريين". وأشار إلى أن الأزمة الإنسانية في حلب تزاد سوءًا يومًا بعد يوم، مع القصف المستمر للنظام السوري والطائرات الروسية للبنية التحتية للمدينة"، واصفًا الأزمة في سوريا بأنها "أسوء كارثة على الإطلاق شهدها العصر الحديث". وأورد أن نحو 15 طبيبًا في حلب، أرسوا عريضة للرئيس الأمريكي باراك أوباما ، مفادها" لا نشعر بأن الولاياتالمتحدة تبذل جهودًا تتحرك فعليًا من أجل رفع الحصار عن حلب، أو حتى تستخدم نفوذها الدولي في دفع الأطراف المعنية لحماية المدنيين بالمدينة". وتابعت أنه لم يمض سوى 4 أيام على إرسال العريضة، إلا وأعلنت موسكو أن الولاياتالمتحدة ستشارك روسيا في عمل عسكري مشترك ضد من تورطوا في كسر الحصار على حلب!"، متابعًا أن مثل تلك المبادرات تمثل التغيب وحالة الإنفصال التام التي يتمتع بها المسئولين في البيت الأبيض، وتجاهلهم لمعاناة الأشخاص العاديين المتضرين وحدهم". وقال: إن "واشنطن لا تستطيع أن تدرك بعض الحقائق الأساسية، فإنقسام جبهة النصرة عن القاعدة، كان يبعث برسائله أن التنظيم أصبح لا هم له سوى محاربة النظام السوري بعد انقسامه عن القاعدة، والترويج إلى أن أي هجوم على التنظيم، هو هجوم على الشعب السوري وإرادته، وهذا ما لم تدركه الولاياتالمتحدة"، متابعًا أن البيت الأبيض لم يتعلم من دروس الثورة السورية منذ اندلاعها قرابة خمس سنوات، فالوعي بمثل تلك لأمور يساعد كثيرًا في حل الأزمة واقتلاع مثل تلك التيارات الإرهابية ومنع ظهورها وتحولها لقوة مدمرة". وأضاف "حسن" أن الولاياتالمتحدة، لا تتسق أقوالها مع أفعالها بالنسبة للأزمة في سوريا على سبيل المثال، فقد صرح الرئيس باراك اوباما سابقًا أن بشار الأسد لم يعد الرئيس الشرعي للبلاد، وقام بالتراجع عن قراره لمعاقبة النظام على العنف ضد المدنيين واستخدام المواد الكيميائية ضدهم"، موضحًا أن التخبطات في السياسات والرسائل المبهمة وغياب الريادة الدولية والقدرة على إدارة الأزمات، وعدم ثبات الموقف تجاه المتمردين في سوريا؛ مرة بالتأييد ومرة بالرفض، كل هذه الأسباب تراكمت لتثبت فشل الإدراة الأمريكية في التعامل مع الأزمة السورية، وإتاحة الفرص لتمزيق البلاد وزيادة الطين بلة"، حسب تعبيره.